×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الرابع

يشير بذلك صلى الله عليه وسلم إلى أنَّ ما ينالني منكم من الصلاة والسلام يحصل مع قربكم من قبري وبُعدكم منه، فلا حاجة بكم إلى اتخاذه عيدًا.

****

 

 وفي قوله صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ». هذا دفع للشبهة التي قد يدلي بها بعضهم - كما أدلى بها من جاء إلى القبر في قصة ابني الحسن والحسين بن علي، مع الذي يتردد على قبره صلى الله عليه وسلم - أنَّ الله أمرنا بالصلاة والسلام عليه، فنحن نأتي للصلاة والسلام عليه، والرسول صلى الله عليه وسلم منع هذا، فقال: «صَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ». فدفع هذه الشبهة، وأنَّ الصلاة والسلام عليه لا يُحتاج فيهما إلى الذهاب عند القبر، وإنما هذا يحصل للمسلم في كل مكان من الأرض، من المشرق والمغرب.

هذه المسألة وضّحها الشيخ على ضوء الأدلة توضيحًا كاملاً وقاطعًا لشبهة من يترددون على قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، الذين إذا نُهوا عن ذلك زعموا أنهم إنما يريدون الصلاة والسلام عليه، فالشيخ رحمه الله بما أورده من الأدلة قطع هذه الشبهة، في أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك، وأوضح بأن الصلاة عليه تصله وتبلغه من أيِّ مكان بقوله صلى الله عليه وسلم: «صَلُّوا عَلَيَّ حَيْثُ كُنْتُمْ فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ تَبْلُغُنِي» ([1]). ومراد الشيخ رحمه الله من إيراد هذه الأحاديث والآثار إنما هو لدفع هذه الشبهة؛ لأن الأدلة إذا كثرت كان ذلك أقوى وأقطع لحجة المنازع.


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (2042).