والأحاديث عنه بأنّ صلاتنا وسلامنا تُعرض عليه كثيرة،
مثل ما روى أبو داود في ((سننه)) من حديث أبي صخر حميد بن زياد، عن يزيد بن عبد
الله بن قسيط، عن أبي هريرة: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَا مِنْ
أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلاَّ رَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ
عليه السلام» ([1]) صلى
الله عليه وسلم. وهذا الحديث على شرط مسلم.
****
هذا الحديث واضح المعنى في أن الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم من المسلم يبلغانه، وأنها تُرَدُّ إليه روحه صلى الله عليه وسلم حتى يَرُدَّ على من صلّى وسلّم عليه، وردُّ الروح إليه صلى الله عليه وسلم في هذه الحالة ردٌّ خاص، وإلاّ فإنه صلى الله عليه وسلم حي في قبره حياة برزخية؛ لأنه إذا كان الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، فالأنبياء أكمل منهم، فهم أحياء عند ربهم، ولكن هذا الرد عند رد السلام والصلاة عليه إنما هو ردّ خاص، وهذا من أمور البرزخ التي لا يعلمها إلاّ الله سبحانه وتعالى فهي حياة برزخية، ليست كالحياة التي في الدنيا، وإنما هي حياة في عالم الآخرة.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (2041).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد