وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مَرَّ رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقُبُورِ المَدِينَةِ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِمْ
بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: «السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ القُبُورِ، يَغْفِرُ
اللَّهُ لَنَا وَلَكُمْ، أَنْتُمْ سَلَفُنَا، وَنَحْنُ بِالأَثَرِ» ([1]) رواه
أحمد والترمذي وقال: حديث حسن غريب.
وقـد ثبت عنه أنه بعد أُحـد بثمان سنين، خرج إلى
الشهداء، فصلّى عليهم كصلاته على الميت.
****
في هذا الحديث زيادة
أنه يُشرع للزائر أن يستقبل القبور بوجهه، ويقول هذا الدعاء الوارد، ثم يسلّم
عليهم ويدعو لهم، ويقول: سبقتمونا - يعني: إلى الدار الآخرة - ونحن في
الأثر، فهذا فيه أيضًا معنى التذكُّر والاعتبار، حيث إن الزائر يعتبر بالأموات،
ويتذكر الموت واللحاق بهؤلاء الأموات، فيستعد بالعمل الصالح.
هذا فيه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى شهداء أحد، والمراد بهم الذين قُتلوا في وقعة أُحد من الصحابة رضوان الله عليهم، وفيهم حمزة بن عبد المطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم، دُفنوا في أرض المعركة بثيابهم ودمائهم، ولم يُصلَّ عليهم؛ لأن الشهيد لا يُصلّى عليه، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم خرج إليهم في تلك السنة في آخر حياته صلى الله عليه وسلم كالمودِّع، فسلّم عليهم سلامًا خاصًّا، والمراد بالصلاة هنا: قيل: الدعاء، وقيل: الصلاة الحقيقية، ولعلَّ ذلك خاص بهم؛ لأنه لا يصلى على القبر إذا طالت مدته، هذا هو المعروف. والله أعلم.
([1])أخرجه: الترمذي رقم (1053).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد