وهذا النهي يَعُمُّ السفر إلى المساجد والمشاهد، وكل
مكان يقصد السفر إلى عينه للتقرب.
بدليل أنَّ بَصرة بن أبي بَصرة الغفاري لما رأى أبا
هريرة راجعًا من الطور الذي كلّم الله عليه موسى قال: لو رأيتك قبل أن تأتيه لم
تأته؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى
ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ» ([1]).
****
المانع الرابع: أنَّ النهي في قوله:
«لاَ تُشَدُّ» - وفي رواية: «لاَ تَشُدُّوا» ([2]) - يعم السَّفر إلى
المساجد غير الثلاثة، ولا يجوز أن تسافر لتصلي في مسجد غير هذه المساجد الثلاثة،
كأن تسافر لتصلي مثلاً في المسجد الأموي، أو أن تسافر لتصلي في مسجد الزيتونة في
تونس، أو أن تسافر للمساجد المشهورة في الأرض، فكل هذا لا يجوز؛ لأنه ليس لها
خاصية دون غيرها من مساجد الأرض، أو أن يسافر مثلاً لزيارة مسجد الأزهر في مصر.
وقوله: «وكل مكان
يقصد السفر إلى عينه للتقرب» أي: أنه لا يجوز السفر لغير المساجد الثلاثة لأجل
العبادة في الموضع المسافر إليه، أما السفر لزيارة الأقارب، أو السفر للتجارة، أو
للنزهة، فهي أسفار مباحة.
وهذا بَصرة بن أبي بَصرة فهم هذا الفهم من حديث: «لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ»، فلما سافر أبو هريرة لزيارة جبل الطور الذي كلّم الله عليه موسى عليه الصلاة والسلام، قال: لو أدركتك قبل أن تسافر
([1])أخرجه: البخاري رقم (1189)، ومسلم رقم (1397).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد