ومرَّ قوله صلى الله عليه وسلم:
«إِنِّي أَبْرَأُ إِلَى اللهِ أَنْ يَكُونَ لِي مِنْكُمْ خَلِيلٌ، وَلَوْ
كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلاً لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً» ([1]) والخليل: هو الذي بلغ من
الله أعلى درجات المحبة، وهذه الـخُلّة تكون بين الناس فيما بينهم، فيقال: فلان
خليل فلان، وورد قول بعض الصحابة: حدثني خليلي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فالخلة بين الناس جارية، لكن الـخُلة بين الله وبين أحد من خلقه وهي غاية المحبة منه لعبده، فهذه لم تحصل إلاّ لاثنين فقط: إبراهيم الخليل، ونبيُّنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولهذا امتنع النبي صلى الله عليه وسلم أن يتخذ أبا بكر خليلاً، لئلا يزاحم الـخُلة التي بينه وبين ربه عز وجل ما منعه من أن يتخذ أبا بكر خليلاً إلاّ لأنه خليل الله، والله لا يكون معه خليل آخر، هذا الذي منعه صلى الله عليه وسلم من أن يتَّخذ أبا بكر خليلاً، وهذا يدل على فضل أبي بكر رضي الله عنه، وأنه أفضل الصحابة، وأنه أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه إشارة إلى استخلافه من بعده.
([1])أخرجه: مسلم رقم (532).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد