×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الرابع

وأخرجا جميعًا عن أبي هريرة: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قَاتَلَ اللهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» ([1]).

وفي رواية لمسلم: «لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» ([2]).

فقد نهى عن اتخاذ القبور مساجد في آخر حياته، ثم إنه لعن - وهو في السياق - من فعل ذلك من أهل الكتاب، ليحذر أمته أن يفعلوا ذلك.

**** 

فقوله صلى الله عليه وسلم: «قَاتَلَ اللهُ الْيَهُودَ» فسره بالحديث الآخر: «لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى» ([3])، والسبب أنهم اتخذوا القبور مساجد، يعني: يصلون عندها ويبنون عليها، فاستحقوا لعنة الله عز وجل وهي طردهم من رحمته، مما يدل على خطورة البناء على القبور، وخطورة الصلاة عندها أو الدعاء عندها؛ لأن هذا وسيلة إلى الشرك.

فهو صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بثلاث حذر من ذلك ونهى عنه، ثم وهو صلى الله عليه وسلم في سياق الموت كرر هذا النهي لتأكيده. ومع هذا لم يمتنع الأشقياء من هذه الأمة من البناء على القبور مضاهاة لليهود والنصارى.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (437)، ومسلم رقم (530).

([2])أخرجه: البخاري رقم (530).

([3])أخرجه: البخاري رقم (435)، ومسلم رقم (531).