قالت عائشة: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
فِي مَرَضِهِ الَّذِي لَمْ يَقُمْ مِنْهُ: «لَعَنَ اللَّهُ اليَهُودَ
وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسْجِدًا»، وَلَوْلاَ ذَلِكَ
لَأُبْرِزَ قَبْرُهُ غَيْرَ أَنَّه خَشِيَ أَنْ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا ([1]).
رواه البخاري ومسلم.
****
تكرر منه صلى الله
عليه وسلم اللعن لليهود والنصارى، بسبب أنهم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، وفيه
جواز لعن الكفار على سبيل العموم، أما لعن المعيّن فهذا فيه خلاف؛ لأنه لا يُدرى
ما يُختم له به، وفيه أنَّ لعنهم مبني على سبب وهو اتخاذهم القبور مساجد.
وفي الحديث: بيان الحكمة من
كونه صلى الله عليه وسلم دفن في بيته في حجرة عائشة، ولم يدفن مع أصحابه في
البقيع، وذلك خشية الغلو فيه صلى الله عليه وسلم، فلو أبرز قبره مع أصحابه لتكدس
الناس عنده، يزورونه ويتبركون به، ولاسيما العوام وضعفاء العقيدة، فمن الحكمة أنَّ
الله صانه في حجرة عائشة فلا يراه ولا يطلع عليه أحد، وصار محفوظًا، وهذا استجابة
لدعائه بقوله صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا
يُعْبَدُ» ([2])، قال ابن القيم
رحمه الله:
فأجاب رب العالمين
دعاءه
وأحاطه بثلاثة
الجدران
حتى غدت أرجاؤه بدعائه
في عزة وحماية وصيان
وثلاثة الجدران هي البناء المثلث المحيط بقبره، ورأس المثلث من جهة الشمال حتى لا يستقبله أحد في الصلاة.
([1])أخرجه: البخاري رقم (1390)، ومسلم رقم (529).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد