٣ إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ﴾ [النجم: 3- 4] فما
دام أنَّ الرسول نهى عن أمر أو أمر به فعليك أن تمتثل الأمر وتترك هذا الشيء الذي
نهى عنه، ولو لم تعلم الحكمة في ذلك؛ لأنَّ الله لا ينهى عن شيء إلاّ لحكمة، لكنها
قد تخفى عليك، فعليك أن تُسَلِّم وتطيع الله ورسوله.
وقوله: «وإنما حقوق
الأنبياء عليهم الصلاة والسَّلام في تعزيرهم...» من حقوق الأنبياء علينا:
أولاً: طاعتهم
والتزام أمرهم، واجتناب نهيهم؛ لأنهم يبلغون عن الله.
ثانيًا: محبتهم أكثر من
محبة النفس؛ لأن الله أنقذك بهم من الظلمات إلى النور، ومن النار إلى الجنة،
فالواجب أن تحبهم أشد من حبك لنفسك، ولوالديك، وولدك والناس أجمعين، وأن تحترمهم
وتوقرهم، وتعرف مكانتهم، ولا تستهن بهم أو تستصْغر شأنهم، فإنَّ هذا من الكفر
بالله عز وجل.
أما حق الله سبحانه
وتعالى فهو: أن تعبده وحده، ولا تشرك معه غيره أحدًا، ففرق بين حق الله، وحق المخلوق،
وحق الله وحق النبي، قال العلامة ابن القيم:
لله حقٌّ ليس لعبدِه
ولعبدِه حقٌّ هما
حَقان
لا تجعلوا الـحَقينِ
حقًّا واحدًا
من غير تمييزٍ ولا
فرقانِ
قوله: «وإيثار طاعتهم ومتابعة سنتهم...» ومن حقهم علينا اتباعهم وطاعتهم، وامتثال أمرهم، ولو لم تتبيّن لنا الحكمة والعلة؛
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد