وليس على المؤمن ولا له أن يطالب الرّسل بتبيين وجوه
المصالح والمفاسد، وإنما عليه طاعتهم، قال تعالى: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ﴾ [النساء: 64].
وإنما حقوق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في تعزيرهم
وتوقيرهم، ومحبتهم محبة مقدمة على النفس والأهل والمال، وإيثار طاعتهم ومتابعة
سنتهم ونحو ذلك من الحقوق، التي من قام بها لم يقم بعبادتهم والإشراك بهم.
كما أنَّ عامّة مَن يشرك بهم شركًا أصغر أو أكبر، يترك
ما يجب عليه من طاعتهم بقدر ما ابتدعه من الإشراك بهم.
وكذلك حقوق الصديقين المحبّة والإجلال، ونحو ذلك من
الحقوق التي جاء بها الكتاب والسنة، وكان عليها سلف الأمّة.
****
قوله: «وليس على
المؤمن ولا له أن يطالب الرسل بتبيين وجوه المصالح...» يعني: إذا
بلغك نهي الله ورسوله فالواجب عليك التسليم دون أن تسأل ما هي الحكمة في ذلك،
معرفة الحكمة ليست بلازمة، بل إن تبينت لك الحكمة فبهـا ونعمت، وإن لم تتبيّن
فعليك الامتثال؛ لأنك تعلم أنَّ الله ورسوله لا يأمران ولا ينهيان عن شيء إلاّ
لمفسدة خالصة أو راجحة، علمت ذلك أم لم تعلمه، فعليك أن تسلِّم لله ولرسوله، ولو
لم تتبيّن لك الحكمة.
قال تعالى: ﴿مَّن يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَۖ﴾ [النساء: 80]؛ لأنَّ الرسول مبلغ عن الله سبحانه وتعالى ولا يأتي بشيء من عنده قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد