×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الرابع

وكذلك تحريم القطرة منها، ولولا غلبة الفساد فيها على الصلاح لما حرمها.

 **** 

قوله: «واعلم أنَّ تلك البقعة وإن كانت تنزل عندها الملائكة...» يعني: لو سلّمنا أنَّ هذه البقعة لها فضيلة، وأنها تنزل الملائكة عند قبر ذلك الرجل الصالح أو النبي، فإن هذا لا يسوِّغ لنا أن نصلي في هذه البقعة؛ لأنَّ العبادات توقيفية، والله سبحانه شرع لنا الصلاة في المساجد، وشرع لنا الصلاة بمنأى عن القبور، فالأصل أن نلزم أمرَ الله ورسوله، فإن خالفنا وصلينا في أمكنة يُبغِض الله الصلاة فيها صرنا محادّين له.

وقد جاء النهي عن الصلاة عند القبور وفي قارعة الطريق، وعند طلوع الشمس، وغروبها، واستوائها، كل ذلك مما نُهي عنه، فالواجب أن لا نحادّ الله ورسوله فنصلي في هذه البقاع، أو في هذه الأوقات المنهي عنها.

قوله: «فإنَّ النصارى عظَّموا الأنبياء حتى عبدوهم...» الأمم في الأنبياء طرفان ووسط:

فاليهود: جَفَوْا في حق الأنبياء، حتى قتلوا بعضهم، وكفروا بالبعض الآخر، فكلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم استكبروا، وقابلوهم إما بالتكذيب وإما بالقتل.

وأما النصارى: فغَلَوْا فيهم، حتى عبدوهم من دون الله، كما عبدوا المسيح عليه السلام وجعلوه هو الله، أو ابن الله، أو ثالث ثلاثة.


الشرح