أما المسلمون: فإنهم توسطوا في
الأنبياء فقالوا: الأنبياء هم عباد الله، ورسله، فَحَقُّهم الاتباع والاقتداء،
والمحبة والنُّصرة، والتوقير والاحترام، هذا هو موقف المسلمين بين اليهود والنصارى
في حق الأنبياء، قال الله عز وجل: ﴿ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ﴾ [الفاتحة: 6] وهذا دعاء من المسلمين لربهم، وأيُّ صراط
هو [الفاتحة: 7] أي: غير صراط ﴿ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ﴾ وهم اليهود ﴿وَلَا ٱلضَّآلِّينَ﴾ وهم النصارى، فـدين
الله بين الغالي والجافي، فدين اليهود هو الجفاء، ودين النصارى هو الغلو، ودِين
المسلمين هو الاعتدال، ولزوم الصراط المستقيم.
قوله: «لاَ
تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ...» نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن نغلو في حقه كغلو
النصارى في عيسى عليه السلام حين قالوا أنه ابن الله، أما نحن فنقول: عبد الله
ورسوله، وقوله: «لاَ تُطْرُونِي» يعني: لا تغلوا في حقي وتمدحوني
فوق ما أستحق «فَإِنَّمَا أَنَا عَبْد» فليس لي من الألوهية ولا من
الربوبيّة شيء، وإنما أنا عبد من عباد الله، فقولوا: عبد الله ورسوله.
قوله: «فإذا قُدِّر أن الصلاة هناك توجب من الرحمة أكثر...» يعني: لو قُدّر أنَّ الصلاة عند القبور فيه مصلحة، فمجرد المصلحة لا ينظر إليها دون مقارنتها بالمفسدة، فإذا كان الشيء يشتمل على مصلحة ومفسدة فإنه ينظر؛ فإن كانت المصلحة راجحة فإنه يفعل، وإن كانت المفسدة راجحة أو مساوية فإنه يترك، فإنه لا تغلب المصلحة على
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد