ففي هذه القصة ما فعله المهاجرون والأنصار من تعمية
قبره، لئلا يفتتن به الناس، وهو إنكار منهم لذلك.
ويذكر أنَّ قبر أبي أيوب الأنصاري عند أهل القسطنطينية
كذلك، ولا قدوة بهم، فقد كان من قبور أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأمصار
عدد كثير، وعندهم التابعون ومن بعدهم من الأئمة، وما استغاثوا عند قبر صاحب قط، ولا
استسقوا عنده ولا به، ولا استنصروا عنده ولا به.
ومن
المعلوم أنَّ مثل هذا مما تتوفر الهمم والدواعي على نقله، بل على نقل ما هو دونه.
****
قوله: «ففي هذه القصة ما فعله المهاجرون...» أي: قصة قبر
دانيال، وهذا هو محل الشاهد، أنَّ فعل عمر رضي الله عنه بمحضر من المهاجرين
والأنصار فيه دليل على منع الافتتان بالأموات، فإن هذا النبيّ دُفن وأُخفي قبره،
لئلا يُفتتن به الناس، فدلّ على عدم جواز الاستغاثة بالأموات والدعاء عند قبورهم.
قوله: «ويذكر أنَّ قبر أبي أيوب عند أهل القسطنطينية...» ففي عهد معاوية غزا يزيد بن معاوية بالمسلمين قاصدًا القسطنطينيّـة عاصمة الترك لفتحها، وفي أثناء هذا الغزو مات أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه ودُفن عند سور القسطنطينية، فصار الترك يستغيثون ويتوسلون به، وهذا أمر مبتدع ولا يجوز، بدليل أنَّ قبور إخوانه من الصحابة منتشرة في المشارق والمغارب؛ لأنهم خرجوا من أجل الجهاد والدعوة، فماتوا ودفنوا حيث ماتوا دون أن يُتوسل بقبورهم، فالمقصود: أنَّ فعل الصحابة والتابعين من بعدهم يدلُّ على منع الغلو في القبور، وتحري الدعاء عندها، وقد عدّوا هذا من المنكرات؛ لأنه وسيلة للشرك.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد