×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الرابع

فإنَّ الشافعي لـمّـا قدم بغداد لم يكن ببغداد قبر ينتاب للدعاء عنده البتّة.

بل ولم يكن هذا في عهد الشافعي معروفًا. وقد رأى الشافعي بالحجاز واليمن والشام والعراق ومصر من قبور الأنبياء والصحابة والتابعين من كان أصحابها عنده وعند المسلمين أفضل من أبي حنيفة وأمثاله من العلماء، فما باله لم يتوخَّ الدّعاء إلاّ عنده!!

ثم أصحاب أبي حنيفة الذين أدركوه، مثل أبي يوسف ومحمد وزفر والحسن بن زياد وطبقتهم، لم يكونوا يتحرون الدعاء لا عند قبر أبي حنيفة ولا غيره، ثم قد تقدم عن الشافعي ما هو ثابت في كتابه من كراهـة تعظيم قبور الصالحين خشية الفتنة بها.

وإنما يضع مثل هذه الحكايات من يَقِلُّ علمه ودِينه.

****

 

الجواب عما سبق:

قوله: «قلنا: الذي ذكرنا كراهته لم ينقل في استحبابه فيما علمناه شيء»، أي: نقول لهؤلاء المبتدعة: إذا استدللتم بآبائكم وأجدادكم، وفلان وعلان من أهل الضلال، فنحن نستدل بالذين أثنى عليهم النبي صلى الله عليه وسلم، وهم قرنه، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، فإذا رجعنا إلى هؤلاء لم نجد عندهم شيئًا من هذه الخرافات التي تزاولونها، فإذا احتججتم بسلفكم، فنحن نحتجّ بسلفنا، وأنتم سلفكم لا فضل لهم، وأما سلفنـا فهم خير القرون، فقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم باتباعهم وبيّن أنهم خير القرون.


الشرح