الوجه الخامس: «أنَّ الابتهال
الذي يفعله القبوريون...» إذا فعله المخلصون لم يردّ منهم إلاّ نادر، في حين
لا يُستجاب للداعين عند القبر إلاّ نادرًا.
الوجه السادس: أنَّ المخلصين كما قال النبي: «مَا مِنْ عبد يَدْعُو اللَّهُ بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلاَ قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إِلاَّ أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى خِصَالٍ ثَلاَثٍ: إِمَّا أَنْ يُعَجِّل الله لَهُ دَعْوَتُهُ، أَوْ يَدَّخِرَ لَهُ مِنَ الْخَيْرِ مِثْلَهَا، أَوْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ الشَّرِّ مِثْلَهَا» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذًا نُكْثِرُ، قَالَ: «اللَّهُ أَكْثَرُ» ([1]). فهم بدعائهم لا يزالون بخير، فالمخلص إذا دعا الله، فإنه لا يُفْلِس أبدًا، فدعوة المؤمن لا تضيع أبدًا، وحينها قال الصحابة: إذًا نكثر من الدعاء، فقال النبي: «اللَّهُ أَكْثَرُ» يعني: أكثر خيرًا وإجابة؛ لأنه غني حميد.
([1])أخرجه: أحمد رقم (11133).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد