×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الرابع

وأما القبوريون، فإنهم إذا استجيب لهم نادرًا، فإن أحدهم يضعف توحيده، ويقلّ نصيبه من ربه، ولا يجد في قلبه من ذوق الإيمان وحلاوته ما كان يجده السّابقون الأولون.

ولعله لا يكـاد يُبارَك له في حاجتـه؛ اللهم إلاّ أن يعفو الله عنهم لعدم علمهم بأنَّ ذلك بدعة.

فإن المجتهد إذا أخطأ أثابه الله على اجتهاده وغفر له خطأه.

وجميع الأمور التي يُظنّ أن لها تأثيرًا في العالم وهي محرَّمة في الشرع كالتمريجات الفلكيّة، والتوجهات النفسانية، كالعين، والدعاء المحرم، والرّقى المحرّمة والتمريجات الطبيعية ونحو ذلك، فـإنَّ مضرّتها أكثر من منفعتها، حتى في نفس ذلك المطلوب.

إنَّ هذه الأمور لا يُطلب بها غالبًا إلاّ أمور دنيويّة، فقلَّ أن يحصل لأحد بسببها أمر دنيوي إلاّ كانت عاقبتـه فيه في الدنيا عاقبة خبيثة، دع الآخرة.

والمخفقُ من أهل هذه الأسباب أضعاف أضعاف الـمُنجح.

ثم إنَّ فيها من النكد والضّرر ما الله به عليم، فهي في نفسهـا مُضِرة ولا يكاد يحصل بها الغرض إلاّ نادرًا.

وإذا حصل فضرره أكثر من نفعه.

والأسباب المشروعة في حصول هذه المطالب المباحة والمستحبة سواء كانت طبيعيّة كالتجارة والحراثة، أو كانت دينيّة كالتوكل على الله، والثقة به، وكدعاء الله سبحانه على الوجه المشروع في الأمكنة والأزمنة التي فضلها الله ورسوله بالكلمات المأثورة عن إمام المتقين صلى الله عليه وسلم، وكالصدقة وفعل المعروف، يحصل بها الخير المحض أو الغالب.

****


الشرح