×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الرابع

وما يحصل من ضرر بفعل مشروع، أو ترك غير مشروع مما نُهي عنه، فإنَّ ذلك الضرر مكثور في جانب ما يحصل من منفعة. 

 **** 

الوجه السابع: أنه إذا استجيب لأهل التوحيد قَوِيَ إيمانهم، وإذا لم يُستجب لهم علموا أنَّ الخلل من عندهم، أو أنَّ الله أجَّل إجابتهم لمصلحتهم، فما يزيدهم هذا إلاّ توحيدًا، أما المقابريون فإنهم إذا لم يُستجب لهم زاد شرهم وضلالهم، وإذا استجيب لهم ضعف إيمانهم بالله عز وجل وأقبلوا على القبور وتعلقوا بها، فازدادوا ضلالاً إلى ضلالهم.

الوجه الثامن: أنَّ القبوري إذا استُجيب له لا يجد في قلبه من ذوق الإيمان وحلاوته مثل ما يجده المخلصون لربهم عز وجل من قوة الإيمان، وصحة اليقين بربهم عز وجل.

الوجه التاسع: «أنَّ القبوري إذا أجيبت دعوته عند القبر لا يكاد يُبارَك له في حاجته...» يعني: ولو أنه استجيب للقبوري دعوته، فإنه لا يبارك له فيما يُعطَى، بخلاف الموحِّد، فإنَّ الله يُنزل البركة له فيما أعطاه، ويضاعف له الأجر والمثوبة.

الوجه العاشر: «إنَّ هذه الأمور لا يُطلب بها غالبًا إلاّ أمور دنيوية...» هذا من أعظم البراهين على بطلان عقيدة الذين يدعون غير الله، فإنهم إنما يطلبون الدنيا، فإن أُعطوا شيئًا منها فإنه زائل، فإنَّ الدنيا زائلة، ثم إنه لا يبارك لهم فيها. قال تعالى: ﴿فَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي ٱلدُّنۡيَا وَمَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنۡ خَلَٰقٖ [البقرة: 200].


الشرح