وهذا الأمر كما أنه قد دلّ عليه الكتاب والسنة
والإجماع، فهو أيضًا معقول بالتجارب المشهورة والأقيسة الصحيحة، فإنَّ الصلاة
والزكاة يحصل بهما خير الدنيا والآخرة، ويجلبان كل خير ويدفعان كل شر.
فهذا الكلام في بيان أنّه لا يحصل بتلك الأسباب
المحرمة لا خير محض، ولا غالب، ومن كان له خبرة بأحوال العالم وعَقَل، تيقَّن ذلك
يقينًا لا شك فيه.
****
وأما المؤمن فإنه
يعطَى في الدنيا، ويعطَى في الآخرة، فالمؤمنون يقولون: ﴿رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي ٱلدُّنۡيَا
حَسَنَةٗ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ حَسَنَةٗ وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ﴾ [البقرة: 201] فالمؤمن يعطى
في الدنيا ويعطَى في الآخرة، وقد لا يعطَى في الدنيا، وإنما يدَّخِر الله له دعوته
في الآخرة، والآخرة خير وأبقى.
قوله: «وهذا الأمر
كما أنه قد دل عليه الكتاب...» يعني: أنَّ القول السالف الذكر - وهو أنَّ العمل
بالمشروع خيرٌ والعمل بالبدع شرٌّ - شيء ثابت في العقول والفطر، كما أنه ثابت
بالأدلة الشرعية، وتجد الفرق بين أهل الإيمان وأهل الشرك وأهل السنة وأهل البدعة؛
أنَّ أهل الإيمان عندهم الطمأنينة والخير والبركة في أقوالهم وأعمالهم وأموالهم،
ورجاؤهم بالله عظيم، وتجد أهل الشرك والبدع على العكس، تجدهم لا يهنئون بما أعطاهم
الله، وهم نافرون في قلوبهم، مستوحشون في نفوسهم، لا يرجون ثوابًا ولا يأمنون
عقابًا.
قوله: «فهذا الكلام في بيان أنه لا يحصل بتلك الأسباب المحرمة لا خير محض...» يعني: أنَّ من عبدوا غير الله من خلال تلك
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد