وغير المعذور: قد يتجاوز الله عنه في ذلك الدعاء لكثرة
حسناته من صدق قصده، أو لمحض رحمة الله به، أو نحو ذلك من الأسباب.
فالحاصل: أنَّ ما يقع من الدعاء المشتمل على كراهة
شرعية بمنزلة سائر أنواع العبادات.
وقد عُلم أنَّ العبادة المشتملة على وصف مكروه: قد
تُغفر تلك الكراهة لصاحبها لاجتهاده أو تقليده، أو حسناته، أو غير ذلك. ثم ذلك لا
يمنع أن يعلم أن ذلك مكروه يُنهى عنه، وإن كـان هذا الفاعل المعين قد زال موجب
الكراهة في حقه.
ومن هنا يغلط كثير من الناس؛ فإنهم يبلغهم أنَّ بعض
الأعيان من الصالحين عبدوا عبادة، أو دعوا دعاء وجدوا أثر تلك العبادة وذلك
الدعاء، فيجعلون ذلك دليلاً على استحسان تلك العبادة والدعاء، ويجعلون ذلك العمل
سُنَّة، كأنه قد فعله نبي، وهذا غلط لما ذكرناه، خصوصًا إذا كان ذلك العمل إنما
كان أثره بصدق قام بقلب فاعله حـين الفعـل، ثم تفعلـه الأتبـاع صورة لا صدقًا، فيضرون
به؛ لأنه ليس العمل مشروعًا، فلا يكون لـهم ثواب المتبعين، ولا قام بهم صدق ذلك
الفاعل الذي لعله بصدق الطلب وصحة القصد يُكَفِّر عن الفاعل.
ومن هذا الباب: ما يحكى من آثار لبعض الشيوخ حصلت في
السماع المبتدع، فإن تلك الآثار إنما كانت عن أحوال قامت بقلوب أولئك الرجال،
حركها محرك كانوا في سماعه إما مجتهدين، وإما مقصِّرين تقصيرًا غمره حسنات قصدهم،
****
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد