فيأخذ الأتباع حضور صورة السماع - وليس حضور أولئك
الرجال - سُنَّة تتبع، وليس مع المقلدين مـن الصدق والقصد ما لأجله عُذروا أو غُفر
لهم، فيهلكون بذلك.
وكما يُحكى عن بعض الشيوخ: أنه رؤي بعد موته، فقيل له:
ما فعل الله بك؟ فقال: أوقفني بين يديه وقال لي: يا شيخ السوء، أنت الذي كنت تتمثل
بسُعْدَى ولُبْنَى؟ لولا أعلم أنك صادق لعذبتك.
فإذا سمعت دعاء أو مناجاة مكروهة في الشرع قد قضيت
حاجة صاحبها، فاعلم أنَّ كثيرًا منها ما يكون من هذا الباب.
ولهذا كان الأئمة العلماء بشريعة الله يكرهون هذا من
أصحابهم، وإن وجد أصحابهم أثره، كما يُحكى عن سحنون المحب قال: وقع في قلبي شيء من
هذه الآيات، فجئت إلى دجلة، فقلت: وعزتك لا أذهب حتى يخرج لي حوت، فخرج حوت عظيم،
أو كما قال، قال: فبلغ ذلك الجنيد، فقال: كنت أحب أن تخرج إليه حية فتقتله.
وكذلك حكى لنا أنَّ بعض المجاورين بالمدينة جاء إلى
قبر النبي صلى الله عليه وسلم فاشتهى عليه نوعًا من الأطعمة، فجاء بعض الهاشميين
إليه فقال: إنَّ النبي صلى الله عليه وسلم بعث إليك هذا، وقال لك: اخرج من عندنا.
فإنَّ من يكون عندنا لا يشتهي مثل هذا.
وآخرون قُضيت حوائجُهم ولم يقل لهم مثل هذا لاجتهادهم
أو تقليدهم، أو قصورهم في العلم، فإنه يغفر للجاهل ما لا يغفر لغيره، كما يحكى عن
بَرْخ العابد الذي استسقى في بني إسرائيل.
****
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد