بِشَيْءٍ؟» قَالَ: كُنْتُ أَقُولُ: اللَّهُمَّ مَا
كُنْتَ مُعَاقِبِي بِهِ فِي الآْخِرَةِ فَعَجِّلْهُ لِي فِي الدُّنْيَا، قَالَ:
«سُبْحَانَ اللَّهِ، إنك لاَ تَسْتَطِيعُهُ - أَوْ لاَ تُطِيقُهُ - هَلاَّ قُلْتَ:
﴿رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ حَسَنَةٗ وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ﴾ [البقرة:
201] » ([1])وكأهل
جابر بن عَتيك لما مات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَدْعُوا عَلَى
أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ بِخَيْرٍ، فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا
تَقُولُونَ» ([2]).
وقد عاب الله على من يقتصر على طلب الدنيا بقوله: ﴿فَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي ٱلدُّنۡيَا وَمَا
لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنۡ خَلَٰقٖ﴾ [البقرة: 200]
فأخبر أنَّ من لم يطلب إلاّ الدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب.
ومثل أن يدعو على غيره دعاء منهيًّا عنه: كدعاء بلعام
بن باعوراء على قوم موسى عليه السلام، وهذا قد يُبْتَلَى به كثير من العُبّاد
أرباب القلوب، فإنه قد يغلب على أحدهم ما يجده من حب أو بغض لأشخاص، فيدعو لأقوام
وعلى أقوام بما لا يصلح فيستجاب له، ويستحق العقوبة على ذلك الدعاء، كما يستحقها
على سائر الذنوب، فإن لم يحصل له ما يمحو ذلك من توبة أو حسنات ماحية، أو شفاعة
غيره، أو غـير ذلك، وإلاّ فقد يعاقب: إما بأن يُسْلَبَ ما عنده من ذوق طعم الإيمان
ووجوده حلاوته، فينزل عن درجته، وإما بأن يُسْلَب عمل الإيمان، فيصير فاسقًا، وإما
بأن يسلب أصل الإيمان، فيكون كافرًا منافقًا أو غير منافق.
****
([1])أخرجه: مسلم رقم (2688).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد