وكذا المُشْرِك وَالكَافِرُ وَالمُنَافِقُ وَالزَّانِي
وَالسَّارِقُ وَشَارِبُ الخَمْر وَآكِل الرِّبَا، فهؤلاء جميعًا إذا ما تَابُوا
تَاب الله عَلَيْهِم، قال تعالى: ﴿۞قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ
لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ
جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ٥٣وَأَنِيبُوٓاْ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ وَأَسۡلِمُواْ
لَهُۥ مِن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلۡعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ٥٤﴾ [الزُّمَر: 53- 54].
وَلَكِن يَنْبَغِي لِلإِنْسَان أَلاَّ يتَّكِل على سَعَة
رَحْمَة الله؛ وبالتَّالي يَتَهَاوَن بِالمَعَاصِي، فَكَمَا أنَّ الله عز وجل
وَاسِع المَغْفِرَة، فإنَّه شَدِيد العِقَاب، قال تعالى: ﴿فَقُل رَّبُّكُمۡ ذُو رَحۡمَةٖ وَٰسِعَةٖ وَلَا يُرَدُّ
بَأۡسُهُۥ عَنِ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡمُجۡرِمِينَ﴾
[الأنعام: 147].
وَقَال: ﴿غَافِرِ ٱلذَّنۢبِ وَقَابِلِ ٱلتَّوۡبِ شَدِيدِ ٱلۡعِقَابِ﴾ [غافر: 3].
فَعَلَى الإِنْسَان أَلاَّ يَتَسَاهَل في عَمَل المَعَاصِي،
بل عَلَيْه أن يتَّقي اللهَ وَيَخَافَ من العَذَاب كما يَرْجُو الرَّحمة،
فَالجَمْع بين الأَمْرَيْن هو المَطْلُوب، بين الخَوْف والرَّجاءِ، الخَوْف من
عَذَاب الله، فلا يَخَاف خوفًا يُقنِّطُه من رَحِمَة الله، ولا يَرْجُو رجاءً يؤمِّنُه
من مَكْر الله، قال تعالى: ﴿أَفَأَمِنُواْ مَكۡرَ ٱللَّهِۚ فَلَا يَأۡمَنُ مَكۡرَ ٱللَّهِ
إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ﴾
[الأعراف: 99]
وكما أنَّ الله وَاسِع الرَّحْمَة وَالمَغْفِرَةِ فإنَّه كَذَلِك شَدِيد العِقَاب سبحانه وتعالى، وقد جَمَع بَيْنَهُمَا في آيَةٍ وَاحِدَةٍ بِقَوْلِه: ﴿غَافِرِ ٱلذَّنۢبِ وَقَابِلِ ٱلتَّوۡبِ شَدِيدِ ٱلۡعِقَابِ﴾ [غافر: 3]، وبقولِه: ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغۡفِرَةٖ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلۡمِهِمۡۖ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ﴾ [الرعد: 6].
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد