×
شرح أصول الإيمان

 كما ذَكَرَهُم الله سبحانه وتعالى، وكما ذَكَرَهَم رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم في أَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ، فالذي لا يُؤْمِن بِالمَلاَئِكَة كافرٌ بِاَللَّه عز وجل؛ قال تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ يَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيۡنَ ٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَيَقُولُونَ نُؤۡمِنُ بِبَعۡضٖ وَنَكۡفُرُ بِبَعۡضٖ [النساء: 150]؛ فَالمَلاَئِكَة رُسُلٌ خَلَقَهُم الله سبحانه وتعالى لِمُهِمَّات.

ومن مهماتهم أنَّ الله يُرْسِلُهُم بِأَوَامِرِه، قال عز وجل: ﴿جَاعِلِ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ رُسُلًا أُوْلِيٓ أَجۡنِحَةٖ مَّثۡنَىٰ وَثُلَٰثَ وَرُبَٰعَۚ [فاطر: 1].

وَهُم رُسُلٌ يَعْبُدُون الله عز وجل، وقال تعالى: ﴿وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحۡمَٰنُ وَلَدٗاۗ سُبۡحَٰنَهُۥۚ بَلۡ عِبَادٞ مُّكۡرَمُونَ ٢٦لَا يَسۡبِقُونَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ وَهُم بِأَمۡرِهِۦ يَعۡمَلُونَ ٢٧يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡ وَلَا يَشۡفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ٱرۡتَضَىٰ وَهُم مِّنۡ خَشۡيَتِهِۦ مُشۡفِقُونَ ٢٨ [الأنبياء: 26- 28].

وَقَال: ﴿يُسَبِّحُونَ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ لَا يَفۡتُرُونَ [الأنبياء: 20].

وَقَال: ﴿فَإِنِ ٱسۡتَكۡبَرُواْ فَٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُۥ بِٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَهُمۡ لَا يَسۡ‍َٔمُونَ۩ [فُصِّلَت: 38].

وَقَال: ﴿وَلَهُۥ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَمَنۡ عِندَهُۥ لَا يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِهِۦ وَلَا يَسۡتَحۡسِرُونَ ١٩يُسَبِّحُونَ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ لَا يَفۡتُرُونَ ٢٠ [الأنبياء: 19، 20]، هذه هي صِفَة المَلاَئِكَة عَلَيْهِم الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ.

ومن هَؤُلاَء المَلاَئِكَة من اقْتَصَر عَمَلُه على عِبَادَة الله تَعَالَى؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «مَا فِيهَا» أَي: في السَّمَاء «مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلاَّ وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلهِ تَعَالَى»، وهذا فيه دَلِيلٌ على كَثْرَة المَلاَئِكَة، وفيه دَلِيلٌ على فَضْلِهم وأنَّهم يَعْبُدُون الله سبحانه وتعالى، فهم لا يَفتُرون


الشرح