×
شرح أصول الإيمان

 أَنفُسِكُمۡ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مِّن قَبۡلِ أَن نَّبۡرَأَهَآۚ [الحديد: 22]، وَالْكِتَاب: هو اللَّوْح الْمَحْفُوظ. وقولُه تعالى: ﴿مِّن قَبۡلِ أَن نَّبۡرَأَهَآۚ [الحديد: 22] أي: من قبل أن نخلقَها ونُوجِدَها، فهي مَكْتُوبَةٌ في اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ من قبلِ أن نوجدَها.

الْمَرْتَبَة الثَّالِثَة: الإِْيمَان بأنَّ اللهَ سبحانه وتعالى شَاء كلَّ شَيْءٍ وَأَرَادَه مِمَّا قضاه وَقَدَّرَه في اللَّوْحِ الْمَحْفُوظ، فلا يَقَعُ شَيْءٌ إلاَّ بِإِرَادَتِه وَمَشِيئَتِه سبحانه وتعالى، ولا يَقَعُ في ملْكِه ما لا يُرِيد؛ قال تعالى: ﴿فَعَّالٞ لِّمَا يُرِيدُ [هود: 107].

الْمَرْتَبَة الرَّابِعَة: الإِْيمَانُ بأنَّ كلَّ ما يَقَعُ في هذا الْكَوْنِ هو من خَلقِ اللهِ جل وعلا؛ فَكُلُّ شَيْءٍ في هذا الْكَوْنِ من خَيْرٍ أو شَرٍّ إنَّما هو من خَلْقِه جلَّ شَأْنُه، وهو فعلُ الْعِبَاد، فَالْخَيْرُ وَالشَّرُّ من أَفْعَالِ الْعِبَادِ وهما خَلقٌ من خَلقِ اللهِ كما قال تعالى: ﴿وَٱللَّهُ خَلَقَكُمۡ وَمَا تَعۡمَلُونَ [الصافات: 96] أي: وخَلَق ما تَعْمَلُون، وقال تعالى: ﴿ٱللَّهُ خَٰلِقُ كُلِّ شَيۡءٖۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ وَكِيلٞ [الزَّمْر: 62]، وُكلُّ ما يَجْرِي وما يَحْدُث وما يكون فإنَّه خَلْقُ اللهِ جل وعلا.

فَلاَبُّد من الإِْيمَان بِهَذِه الْمَرَاتِب كُلْهَا، سَوَاء الإِْيمَان بِعِلْم الله السَّابِق، أو الإِْيمَان بِالْكِتَابَة بِاللَّوْح الْمَحْفُوظ، وَالإِْيمَان بِمَشِيئَة الله وَإِرَادَتُه وَبِكُلّ ما يَحْدُث، وَالإِْيمَان بأنَّ كلّ ما يَحْدُث بِأَنَّه خَلْقُ الله سبحانه وتعالى، فلا أَحَدَ يَخْلُقُ مع اللهِ عز وجل، ولا يَكْفِي الإِْيمَانُ بِمَرْتَبَةٍ دونَ مُرَتَّبَة أُخْرَى أو بِمَرْتَبَةٍ وَاحِدَةٍ أو اثْنَتَيْن أو ثَلاَث، فَلاَبُّد من الإِْيمَانِ بِكُلِّ هذه الْمَرَاتِبِ الأَْرْبَع، وهي مَوْجُودَةٌ في كُتَّابِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُولِه صلى الله عليه وسلم قال تعالى:


الشرح