وَقَد خَلقَ اللهُ الْمَلاَئِكَةَ لحِكَمٍ عَظِيمَة، ومن
ذلك أنَّه خَلقَهم لِعِبَادَتِه؛ قال تَعَالَى: ﴿يُسَبِّحُونَ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ لَا يَفۡتُرُونَ﴾ [الأنبياء: 20]، وخَلقَهم سبحانه وتعالى أيضًا لِتَنْفِيذِ
أَوَامِرِه في هذا الْكَوْن، فَكُلُّ صنفٍ من الْمَلاَئِكَةِ موكَّلٌ بِشَيْءٍ من
الْعَمَل.
فَمِنْهُم الموكَّلُ بِالْوَحْي وهو جِبْرِيل عليه
السلام.
ومنهم الموكَّلُ بالقَطْر وَالنَّبَات، وهو مِيكَائِيل.
ومنهم الْمُوَكِّلُ بِقَبْضِ الأَْرْوَاحِ والنفْخِ في
الصُّوَرِ وهو إسْرَافِيل.
ومنهم الموكَّلُ بالأجنَّةِ في الْبُطُون، فَيَدْخُل على
الْجَنِين وَيَكْتُب رِزْقِه وَأَجَلَه وَعَمَلَه وَشَقِيّ أو سَعِيد.
ومنهم الموكَّلُ بِحِفْظِ أَعْمَالِ بَنِي آدَم وهم
الحَفَظَةُ يَتَعَاقَبُون على بَنِي آدَم بِاللَّيْل والنهار، يُسجلون
أَعْمَالِهِم وَيَصْعَدُون بها إلى الله سبحانه وتعالى.
وُكِل صنفٍ من الْمَلاَئِكَة له وَظِيفَة وَكَّلَهَا
الله إلَيْه لا يتخلَّف عَنْهَا؛ قال تَعَالَى: ﴿وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحۡمَٰنُ وَلَدٗاۗ سُبۡحَٰنَهُۥۚ
بَلۡ عِبَادٞ مُّكۡرَمُونَ ٢٦لَا يَسۡبِقُونَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ وَهُم بِأَمۡرِهِۦ
يَعۡمَلُونَ ٢٧﴾ [الأنبياء: 26- 27].
وَقَال عَنْهُم: ﴿يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوۡقِهِمۡ وَيَفۡعَلُونَ مَا
يُؤۡمَرُونَ۩﴾ [النحل: 50].
فَلا أَحَد منهم يَتَخَلَّف عن عَمَلِه الذي أوْكَله
الله إلَيْه، بل هُم يَمْتَثِلُون أَوَامِر الله جل وعلا، فَيَجِب الإِْيمَان بِهِم،
وهم كما ذَكَرنَا أَصْنَاف:
مِنْهُم الْمُوَكَّلُون بِحَمْلِ الْعَرْش، ومنهم من هُم حَوْلَ الْعَرْش، ومنهم المقرَّبون من اللهِ سبحانه وتعالى، ومنهم خَازِنُ الْجِنَان ومنهم خَزَنَةُ النَّار، فهم أَنْوَاعٌ كَثِيرَة لا يَعْلَمُهَا إلاَّ اللهُ سبحانه وتعالى.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد