وَقَوْله:
﴿ذُو مِرَّةٖ﴾
[النجم:6]؛ أَي: ذو خَلقٍ حَسنٍ وبهاءٍ وسناءٍ وقوَّة شَدِيدَة. قال مَعْنَاهَا
ابن عبّاس رضي الله عنهما.
وَقَال
غيرُه: ﴿ذُو مِرَّةٖ﴾
[النجم:6]؛ أَي: ذو قوَّةٍ.
****
وَقَال: ﴿وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٖ مُّقِيمٍ﴾ [الحِجر: 76]، وتُسمَّى بُحَيرَة لُوط أَبْقَاهَا اللهُ
على هذه الصُّورَةِ عِبْرَة وَعِظَة.
وَلَهَذَا جَاء في الأَْحَادِيثِ عن النبيِّ صلى الله
عليه وسلم أنَّه قَال: «مَنْ
وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ، فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ
وَالْمَفْعُولَ بِهِ» ([1]).
وَأَجْمَعَ الصَّحَابَةُ على قَتْلِ من يَفْعَل
فِعْلِهِم، وَلَكَنَّهُم اخْتَلَفُوا في كَيْفِيَّةِ الْقَتْل، فَمِنْهُم من يَرَى
أنَّه يُرفعُ إلى أَعْلَى مَكَانٍ في الْبَلَد، ثم يُلقى ويُتبَع بِالْحِجَارَةِ
كما فعلَ اللهُ بِقَوْمِ لُوط، ومنهم من يَرى أنَّه يُحرَّق في النَّار، وقد حرَّق
أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، ومن الْعُلَمَاءِ من يَرَى أَنَّهُم يُقتلون
بِالسَّيْف، فَالْعُلَمَاءُ لم يَخْتَلِفُوا في قتلِهم، وإنَّما اخْتَلَفُوا في
كَيْفِيَّةِ قتلِهم.
قَوَّلَه تَعَالَى: ﴿عَلَّمَهُۥ شَدِيدُ ٱلۡقُوَىٰ﴾ [النجم: 5] وَقَوْله: ﴿ذُو مِرَّةٖ﴾ [النجم: 6] لابد أنَّ بَيْنَهُمَا فَرْقًا، فالمِرَّة غير الْقُوَّة، والمِرَّة: هي الْهَيْئَةُ الْحَسَنَةُ كما قال ابنُ عَبَّاس رضي الله عنهما.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (4462)، والترمذي رقم (1456)، وابن ماجه رقم (2561)، وأحمد رقم (2732).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد