«ومنهم الكَروبيُّون الَّذِين هُم حَوْلَ الْعَرْش، وهم مع
حَمَلَةِ الْعَرْشِ أَشْرَفُ الْمَلاَئِكَة؛ وهم الْمَلاَئِكَةُ الْمُقَرَّبُون
كما قال تَعَالَى: ﴿لَّن يَسۡتَنكِفَ ٱلۡمَسِيحُ
أَن يَكُونَ عَبۡدٗا لِّلَّهِ وَلَا ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ ٱلۡمُقَرَّبُونَۚ﴾ [النساء:172] ».
ومنهم
سُكَّانُ السَّمَوَاتِ السَّبْع، يَعْمُرُونَهَا عِبَادَةً دَائِمَة، ليلاً
ونهارًا، صباحًا ومساءً، كما قال تَعَالَى: ﴿يُسَبِّحُونَ
ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ لَا يَفۡتُرُونَ﴾ [الأنبياء:20].
ومنهم
الَّذِين يَتَعَاقَبُون إلى الْبَيْتِ الْمَعْمُور.
****
ومن هَؤُلاَء
الْمَلاَئِكَةِ الَّذِين هُم حَوْلَ الْعَرْشِ الْكَرُوبِيُّون وهم من أَفْضَلِ
الْمَلاَئِكَة؛ قال تَعَالَى: ﴿ٱلَّذِينَ يَحۡمِلُونَ ٱلۡعَرۡشَ وَمَنۡ حَوۡلَهُۥ﴾ [غافر: 7]، وَقَال: ﴿وَتَرَى ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ حَآفِّينَ مِنۡ حَوۡلِ ٱلۡعَرۡشِ﴾ [الزُّمَر: 75]، فهؤلاء أَقْرَبُ الْمَلاَئِكَةِ إلى
اللهِ عز وجل.
وقولُه تَعَالَى: ﴿لَّن
يَسۡتَنكِفَ ٱلۡمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبۡدٗا لِّلَّهِ وَلَا ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ ٱلۡمُقَرَّبُونَۚ﴾، دَلَّ على أنَّ الْمَلاَئِكَةَ منهم من هُم
مُقَرَّبُون من اللهِ عز وجل، وهم الَّذِين حَوْلَ الْعَرْش.
ومن هَؤُلاَء الْمَلاَئِكَةِ من يَشْتَغِلُ
بِالْعِبَادَةِ ليلاً نهارًا في السَّمَوَاتِ السَّبْع، كلُّ سَمَاءٍ لَهَا
سُكَّانُهَا من الْمَلاَئِكَةِ يَعْمُرُونَهَا بِالْعِبَادَة. قال تَعَالَى: ﴿فَإِنِ ٱسۡتَكۡبَرُواْ
فَٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُۥ بِٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَهُمۡ لَا
يَسَۡٔمُونَ۩﴾ [فُصِّلَت: 38].
كما سَبَق فَإِنَّ الْبَيْتَ الْمَعْمُورَ في السَّمَاءِ يَتَعَاقَبُ عَلَيْه الْمَلاَئِكَة، فَكُلُّ يومٍ يَأْتِيه عَدَدٌ كَبِيرٌ منهم ثم لا يَرْجِعُون إلَيْه؛ لأنَّ اللهَ قَسَمَهُم في زِيَارَةِ الْبَيْت.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد