فَمَا أَعْظَمَ أن تُحيطَ مَلاَئِكَةُ
الرَّحْمَن وَتَجْلِسُ في حِلَقِ الذِّكرِ بعدما يَنْزِلُون من السَّمَاءِ ويبحثون
في الأَرْض، فإذا وَجِدُّوا حِلَقَ الذَّكرِ قَالُوا: هلمُّوا إلى بُغيتِكم،
فَيَجِيئُون فيَحفُّون بِهِم إلى السَّمَاءِ الدُّنيا كما جَاء في الْحَدِيث ([1]).
وأمَّا أُولَئِك الَّذِين يَلْهُون وَيَلْعَبُون
ويُغنُّون، فهؤلاء تحضُرُهم الشَّيَاطِينُ وتُشجِّعُهم على هذا الشَّيْء، وأمّا
الَّذِين يُقبِلون على كُتَّابِ اللهِ تعالى وعلى سُنَّةِ رَسُولِه صلى الله عليه
وسلم بِالْحِفْظِ والدَّراسةِ والتفقُّهِ فهؤلاء تَحضُرُهم ملائكةُ الرَّحمن.
وقولُه صلى الله عليه وسلم: «وَذكَرَهُم اللهُ فيمَن عِنْدَه» هذه
أَعْظَمُ فَائِدَةٍ ذُكرَت في هذا الْحَدِيث؛ حيث إنَّه سبحانه وتعالى يُثنِي
عَلَيْهِم في الْمَلَأِ الأَْعْلَى عند الْمَلاَئِكَة.
·
فَهَذِه
فَضَائِلٌ اجْتَمَعَت في حِلَقِ الذَّكر وَهْي:
أولاً: نُزُولُ السَّكِينَة.
ثانيًا: غَشَيَانُ الرَّحْمَة.
ثالثًا: حُضُورُ الْمَلاَئِكَة.
رابعًا -وهي أَعْظَمُ الْفَوَائِد-:
حيث إنَّه سُبْحَانَه يَذْكُرُهُم في الْمَلَأِ الأَْعْلَى.
فَقَوْلُه: «ذكرَهم اللهُ» أَي: أَثْنَى عَلَيْهِم ومَدَحَهم «فِيمَن عِنْدَه» يعني من الْمَلاَئِكَةِ المقرَّبين عِنْدَه سبحانه وتعالى، وكفى بهذا شرفًا وفضلاً لِمَجَالِسِ الذِّكرِ وَالْعَلَم.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6408)، ومسلم رقم (2689).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد