رَسُولِه صلى الله عليه وسلم، وقد أَثْنَى عليه
الصلاة والسلام على كِتَابِ اللهِ ورغَّبَ في الْعَمَلِ بِه؛ لأَنَّه هو طَرِيقُ
الْهِدَايَةِ وهو النُّورُ الْمُبِينُ وهو الرُّوح، وهو الحقُّ وَالصِّرَاطُ
الْمُسْتَقِيم.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «وأهلُ بَيْتِي» فقد أَوْصَى عَلَيْه
الصَّلاةُ والسَّلامُ بِأَهْلِ بَيْتِه، وَأَهلُ بَيْتِه صلى الله عليه وسلم: هُم
قَرَابَتُه وَزَوْجَاتُه، قال تَعَالَى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذۡهِبَ عَنكُمُ ٱلرِّجۡسَ
أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِ وَيُطَهِّرَكُمۡ تَطۡهِيرٗا﴾
[الأحزاب: 33].
وفي خِطَابِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال تَعَالَى: ﴿يَٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ لَسۡتُنَّ كَأَحَدٖ مِّنَ ٱلنِّسَآءِ إِنِ ٱتَّقَيۡتُنَّۚ فَلَا تَخۡضَعۡنَ بِٱلۡقَوۡلِ فَيَطۡمَعَ ٱلَّذِي فِي قَلۡبِهِۦ مَرَضٞ وَقُلۡنَ قَوۡلٗا مَّعۡرُوفٗا ٣٢وَقَرۡنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجۡنَ تَبَرُّجَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ ٱلۡأُولَىٰۖ وَأَقِمۡنَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتِينَ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَطِعۡنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذۡهِبَ عَنكُمُ ٱلرِّجۡسَ أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِ وَيُطَهِّرَكُمۡ تَطۡهِيرٗا ٣٣﴾ [الأحزاب: 32- 33]، يَعْنِي: الْبَثْنَ في بيوتِكنَّ ولا تُكْثِرنَ الخروجَ، فهذا فيه أنَّ الأَْفْضَلَ لِلْمَرْأَةِ أن تَبْقَى في بَيْتِهَا ولا تَخْرُجُ إلاَّ لما لا بدَّ لَهَا منه؛ لأنَّ اللهَ أَمَرَ نساءَ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم وهنَّ أَطْهرُ نساءِ الْعَالَمِين بِالْبَقَاءِ في الْبُيُوت؛ ودُعاةُ السُّفورِ وَالاِنْحِلاَلِ يَقُولُون: إن الْمَرْأَةَ مَحْجُوبَةٌ ومسجونةٌ بين الْجُدْرَان، لا يَدْرُون أنَّ هذه كَرَامَةٌ وحفظٌ لَهَا؛ ثم قال تَعَالَى: ﴿وَلَا تَبَرَّجۡنَ تَبَرُّجَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ ٱلۡأُولَىٰۖ وَأَقِمۡنَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتِينَ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَطِعۡنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذۡهِبَ عَنكُمُ ٱلرِّجۡسَ أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِ وَيُطَهِّرَكُمۡ تَطۡهِيرٗا﴾ [الأحزاب: 33] فدلَّ على أنَّ نساءَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم من أَهْلِ الْبَيْت.