×
شرح أصول الإيمان

وكذلك قرابتهُ -وهم بَنُو عمِّه من الْمُؤْمِنِين، بَنِي الْعَبَّاس وَبني أَبِي طَالِب: عليّ وَجَعْفَر وَعَقِيل وَأَبْنَاؤُهُم وَالْحَسَن والحسين ابْنِي عليّ- هَؤُلاَء هُم أَهْلُ بَيْتِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم، فكلُّ من تَحرُم عَلَيْه الصَّدقةُ هُم أَهْلُ بَيْتِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، أَوْصَى بِهِم عَلَيْه الصَّلاةُ والسَّلامُ بِالإِْحْسَانِ إليهم ومحبَّتِهم وَمَعْرِفَةِ قَدْرِهم وعدمِ تَنقُّصهِم، لأنَّ الإِْحْسَان إليهم وَتَوْقِيرُهُم توقيرٌ للرَّسول صلى الله عليه وسلم، والنَّقص من قدْرهم إنَّما هو تنقُّص لِلنَّبِيّ عَلَيْه الصَّلاة والسَّلام، وَإِيذَاؤُهُم إيذاءٌ له صلى الله عليه وسلم؛ قال صلى الله عليه وسلم: «يَا أيَّها النَّاس، من آذَى العبّاسَ فقد آذَانِي، إِنَّما عَمُّ الرَّجلِ صِنْوُ أبيهِ» ([1]). فلا شكَّ أنَّ آلَ الْبَيْتِ الطَّيِّبِين الصَّالِحِين لهم فضلٌ وَشَرَفٌ وَكَرَامَةٌ من أَجَلِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

·       وفي هذا ردٌّ على طائفتين:

الأُوْلَى: طَائِفَةُ الرَّوافضِ الَّذِين غلَوا في حبِّ آلِ الْبَيْت حَتَّى اعْتَقَدُوا أنّ خِلاَفَةَ أَبِي بَكْر وَعمرَ وعثمان رضي الله عنهم بَاطِلَة، وأنَّ عليًّا هو أوْلى بِالْخِلاَفَةِ بعد النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولهذا فهم يُسمُّون عليًّا بالوَصِي؛ أَي: وصيّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وهذا غُلوٌّ في أَهْلِ الْبَيْتِ وَإِهْدَارٌ لِفَضْلِ أَبِي بَكْر وَعمرَ وعثمان رضي الله عنهم وَإِبْطَالٌ لخلافتِهم، وأنهم ظَلَمةٌ مغتصبون لِلْخِلاَفَةِ -بِزَعْمِهِم- بل يَقُولُون: هُم كَفَرةٌ وغير ذلك من الأَْوْصَافِ التي لا تَلِيقُ بِهِم رَضِي اللهُ تعالى عَنْهُم.


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (3758)، وأحمد رقم (17516)، والحاكم رقم (5432).