×
شرح أصول الإيمان

قَال تَعَالَى: ﴿قَالَ ٱهۡبِطَا مِنۡهَا جَمِيعَۢاۖ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشۡقَىٰ ١٢٣وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِي فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةٗ ضَنكٗا وَنَحۡشُرُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ أَعۡمَىٰ ١٢٤قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرۡتَنِيٓ أَعۡمَىٰ وَقَدۡ كُنتُ بَصِيرٗا ١٢٥قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتۡكَ ءَايَٰتُنَا فَنَسِيتَهَاۖ وَكَذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمَ تُنسَىٰ ١٢٦ [طه: 123- 126] يَعْنِي: الْقُرْآن ﴿فَنَسِيتَهَاۖ يَعْنِي: لم تَعْمَل بها، وليس معنى النِّسْيَان أنَّه نَسِيَ حِفْظُهَا، وإنَّما نَسِيَ العملَ بها ولو كان يَقْرَؤُهَا وَيَحْفَظُهَا ﴿قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتۡكَ ءَايَٰتُنَا فَنَسِيتَهَاۖ وَكَذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمَ تُنسَىٰ ١٢٦وَكَذَٰلِكَ نَجۡزِي مَنۡ أَسۡرَفَ وَلَمۡ يُؤۡمِنۢ بِ‍َٔايَٰتِ رَبِّهِۦۚ وَلَعَذَابُ ٱلۡأٓخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبۡقَىٰٓ ١٢٧ [طه: 126- 127]، فَالإِْنْسَانُ لو عَمِل بِالْقُرْآنِ وَإِنْ لم يَكُنْ يَحفظُهُ فهو من أَهْلِ الْقُرْآنِ ومن المتمسِّكين بِه، فَلَيْسَت الْمَسْأَلَةُ مَسْأَلَةَ حِفْظِه وَحَسْب، وإنَّما الْمَسْأَلَة هي مَدَى التمسُّك بِالْقُرْآن وَالْعَمَل بِه، وَلَكِن يُقَال: إنَّ حِفظَ القرآنِ إنَّما هو وَسِيلَةٌ إلى الْعَمَلِ به لِلْوُصُولِ إلى الهُدى والابتعادِ عن الضَّلالة؛ لأنَّ فيه النَّجاةَ في الدُّنيا وَالآْخِرَة كما بيَّن ذلك سبحانه وتعالى.


الشرح