×
شرح أصول الإيمان

 وَقَوْله: «ولا تَنْقَضِي عَجَائِبُه» وهذا شَبِيهٌ بِقَوْلِه: «ولا تشْبِع منه الْعُلَمَاء» فعجائبُه كَثِيرَةٌ من جَوَانِبَ عَدِيدَة، فَمِنْهَا ما يَتَعَلَّقُ بِالْقَصَص، وفي الأَْخْبَارِ الْمُسْتَقْبَلَة، ومنها ما يَتَعَلَّقُ في الْفِقْهِ الذي فِيْه، ومنها ما يَتَعَلَّقُ بتراكيبِه وَأَلْفَاظِه وَأَسَالِيبِه وَبَلاَغَتِه وَفَصَاحَتِه، فَكُلَّمَا استعرضَ الْقَارِئُ قِرَاءَتَه تبدَّتْ له عَجَائِبُه في جَمَالِ لُغَتِه، وفي سَرَدِ قَصصِه، وفي أَسَالِيبِ أَوَامِرِه وَنَوَاهِيه، وفي عَرْضِ أَخْبَارِه وغير ذلك كَثِير مِمَّا هو كَامِنٌ بين دَفَّتَيْه.

وَقَوْله: «وَهْو الذي لم تَنْتَه الْجِنّ إذ سَمِعْته حَتَّى قَالُوا: ﴿قُلۡ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ ٱسۡتَمَعَ نَفَرٞ مِّنَ ٱلۡجِنِّ فَقَالُوٓاْ إِنَّا سَمِعۡنَا قُرۡءَانًا عَجَبٗا ١يَهۡدِيٓ إِلَى ٱلرُّشۡدِ فَ‍َٔامَنَّا بِهِۦۖ وَلَن نُّشۡرِكَ بِرَبِّنَآ أَحَدٗا ٢ [الجن: 1- 2] ».

وفي هذا قال اللهُ جل وعلا: ﴿وَإِذۡ صَرَفۡنَآ إِلَيۡكَ نَفَرٗا مِّنَ ٱلۡجِنِّ يَسۡتَمِعُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوٓاْ أَنصِتُواْۖ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوۡاْ إِلَىٰ قَوۡمِهِم مُّنذِرِينَ ٢٩قَالُواْ يَٰقَوۡمَنَآ إِنَّا سَمِعۡنَا كِتَٰبًا أُنزِلَ مِنۢ بَعۡدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ يَهۡدِيٓ إِلَى ٱلۡحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٖ مُّسۡتَقِيمٖ ٣٠يَٰقَوۡمَنَآ أَجِيبُواْ دَاعِيَ ٱللَّهِ وَءَامِنُواْ بِهِۦ يَغۡفِرۡ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمۡ وَيُجِرۡكُم مِّنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ ٣١وَمَن لَّا يُجِبۡ دَاعِيَ ٱللَّهِ فَلَيۡسَ بِمُعۡجِزٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَيۡسَ لَهُۥ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءُۚ أُوْلَٰٓئِكَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ ٣٢ [الأَْحْقَاف: 29- 32].

وَقَال في مَوْضِعٍ آخَر: ﴿قُلۡ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ ٱسۡتَمَعَ نَفَرٞ مِّنَ ٱلۡجِنِّ فَقَالُوٓاْ إِنَّا سَمِعۡنَا قُرۡءَانًا عَجَبٗا ١يَهۡدِيٓ إِلَى ٱلرُّشۡدِ فَ‍َٔامَنَّا بِهِۦۖ وَلَن نُّشۡرِكَ بِرَبِّنَآ أَحَدٗا ٢ [الْجِنّ: 1 - 2].

وَالْجِنُّ خَلْقٌ من خَلقِ اللهِ من عَالِمِ الْغَيْبِ مُكَلَّفُون وَمَأْمُورُون وَمَنْهِيُّون مثل الإِْنْسَان، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بُعِث إلى الجنِّ وَالإِْنْس،


الشرح