الْكُتُبِ السَّابِقَة، لأَنَّهَا كتبٌ قد
انْتَهَى الْعَمَلُ بها، فالذي أَنْزَلَهَا هو الله جل وعلا وهو الذي أَنْهَى
الْعَمَلَ بها وَأحَال على الْقُرْآن، فَلَم يَبْقَ بعد بَعْثَةِ النَّبِيِّ صلى
الله عليه وسلم كتابٌ ولا دِينٌ إلاَّ الْقُرْآن والإسلام.
وقوله تَعَالَى: ﴿إِنَّ فِي
ذَٰلِكَ لَرَحۡمَةٗ وَذِكۡرَىٰ لِقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ﴾
[العنكبوت: 51] فَأَمَّا الذي لا يُؤْمِنُ بِحُجَّةِ أنَّ جَمِيعَ الْكُتُبِ
السَّابِقَةِ صَحِيحَةٌ وأنها كُلُّهَا من عندِ اللَّه، وَأَنَّ جَمِيعَ
الأَْدْيَانِ بَاقِيَةٌ ولم تُنْسَخْ فهو كافرٌ وليس بِمُؤْمِن، ولهذا قال
تَعَالَى: ﴿لِقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ﴾
[العنكبوت: 51].
وَهَذِه الْمَقَالَةُ التي يرددونها الآْن بِأَنَّه لا يَجُوزُ التحجُّر، وَأَن الْيَهُودَ على حَقٍّ والنصارى كَذَلِك، وأنهم أَصْحَابُ دِينٍ فلا مَانِعَ من التَّعَاوُنِ والتآخي، ومن إقَامَةِ المؤتمراتِ والندواتِ لِهَذَا الشَّأْن؛ كلُّ هذا إنَّما هو من أَجْلِ أن يَصْرِفُوا الْمُسْلِمِين عن دِينِهِم؛ ولهذا يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِين أن يَتَنَبَّهُوا لِهَذِه الْمَكِيدَة!
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد