×
شرح أصول الإيمان

 الاِتِّبَاع؛ قال تَعَالَى: ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ [آل عمران: 31]، ولهذا قال الشَّافِعِيُّ رحمه الله:

تَعْصِي الإِْلَه وَأَنْت تَزْعُم حُبَّه **** هذا لَعَمْرِي في الْقِيَاس شنيعُ

لَو كان حُبُّك صادقًا لَأَطَعْتَه **** إن الْمُحِبّ لِمَن يُحِبّ مطيعُ

فالاتِّباعُ من عَلاَمَةِ محبَّةِ اللهِ وَرَسُولِه، والمحبَّةُ الصَّادِقَة لا تَكُون مجرَّدةً عن الْعَمَلِ الذي يعني اتِّباعَ ما أَمَرا به ونَهَيا عَنْه!

وَقَوْلُ اللهِ تَعَالَى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ [النِّسَاء: 59].

·       ذَكَر اللهُ في هذه الآْيَة ثَلاَثَة حُقُوق:

3- حقَّ اللهِ جل وعلا.

2- حقَّ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم.

3- حقَّ وُلاَة أُمُور الْمُسْلِمِين.

فَقَوْلُه تَعَالَى: ﴿أَطِيعُواْ ٱللَّهَ أَي: فِيْمَا أَمَرَكُم به وَنَهَاكُم عَنْه، وَقَوْله: ﴿وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ في سنَّتِه؛ وأمَّا الْقُرْآنُ فهو كَلاَمُ اللهِ عز وجل، فَطَاعَةُ ما جَاء في الْقُرْآنِ طاعةٌ لِلَّه عز وجل، والسُّنةُ هي كَلاَمُ الرَّسول صلى الله عليه وسلم، فَطَاعَةُ ما جَاءَت به السُّنةُ الشَّرِيفَة هي طاعةٌ للرَّسولِ صلى الله عليه وسلم، وَقَوْله: ﴿وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ أَي: من الْمُسْلِمِين، و«مِنْ» التي في﴿مِنكُمۡۖ تَبْعِيضِيَّة، فَيَجِبُ طَاعَةُ وليِّ الأَمْرِ الْمُسْلِم؛ لأنّ مَعْنَى: ﴿مِنكُمۡۖ أَي: من الْمُسْلِمِين، وأمَّا إذا كَفَر أو ارتدَّ فإنَّه لا يُطاع، ولكنه ما دَام مسلمًا ولم يَخْرُج من الإسلامِ فَتَجِبُ طاعتُه وَإِنْ عَصَى وَخَالَف، ما دَامَت مُخَالَفَتُه لم تَصِل


الشرح