وقولُه صلى الله
عليه وسلم: «وَيُؤْمِنُوا بِي»
يَعْنِي: يَشْهَدُوا أنَّ محمدًا رسولُ اللَّه، فإذا أتَوا بِالشَّهَادَتَيْن
وَجَبَ الكَفُّ عَنْهُم حَتَّى يتبيَّنَ منهم ما يُناقضُ الشَّهَادَتَيْن، فإذا
تبيَّنَ فَإِنَّهُم يُعتبرون مرتدَّين، فإذا شَهِدُوا أن لا إلَه إلاَّ الله وأنَّ
محمدًا رَسُول الله كفَفْنا عَنْهُم، ووَكَلْنا سرائرَهم إلى اللهِ
تَعَالَى.وَلَهَذَا لمَّا لَحِق أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ مشركًا بِالسَّيْف
وَأَدْرَكَه وأراد قَتْلَه شَهِد الرَّجُل بأنَّ لا إلَه إلاَّ اللَّه، فَقَتَلَه
أسامةُ فَلَمَّا بَلَغ ذلك رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْكَر على
أُسَامَةَ إنكارًا شديدًا وقال لَه: «أَقَتَلتَه
بعد أن قَال: لا إلَه إلاَّ اللَّه؟!» فقال أسامةُ: إنَّما قالها خوفًا من
السَّلاح، فقال صلى الله عليه وسلم: «أَفلا
شَققتَ عن قَلَبِه حَتَّى تعلمَ أقالَها أَم لا» ([1])،
وفي رِوَايَة قال صلى الله عليه وسلم لَه: «فَكَيْف
تَصنعُ بِلاَ إلَه إلاَّ الله إذا جاءتْ يوم القيامةِ؟» ([2]).
وقوله صلى الله
عليه وسلم: «فَإِذَا فَعلوا ذلك عَصموا
منِّي دِمَاءَهُم وَأَمْوَالَهُم إلاَّ بحقِّها»، فَقَوْلُه: «إلاَّ بحقِّها» يَعْنِي: إلاَّ إذا تبيَّن
منهم ما يُناقضُ الشَّهَادَتَيْن، كأن يَجْحَدُوا الزَّكاة أو يُنكروا وُجُوبَ
الصَّلاة.
وَلَهَذَا لمَّا امْتَنَع طَوَائِفُ من الْعَرَبِ عن دَفَعِ الزَّكاةِ بعد وَفَاةِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قاتلَهم أَبُو بَكْر الصدِّيقُ رضي الله عنه وَقَالِه: «وَاَللَّه لأُقاتلنَّ من فرَّق بين الصَّلاة والزَّكاة، فَإِن الزَّكاةَ حقُّ المالِ».
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد