×
شرح أصول الإيمان

 وَيَشْمَلُ الْبِدْعَةَ في الاِعْتِقَادِ والبدعةَ في الْعِبَادَةِ وفي الأَْعْمَال.

قَال صلى الله عليه وسلم: «مَن عَمِلَ عَمَلاً لَيْس عَلَيْه أمرُنا فَهُو رَدٌّ» ([1]).

وَقَال عليه الصلاة والسلام: «وإيَّاكم وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ فإنَّ كلَّ مُحدَثةٍ بِدْعةٌ» ([2]).

فَالْوَاجِبُ أن تُعرضَ أقوال النَّاسِ وَالْعُلَمَاءِ وَأَفْعَالَهُم وَعِبَادَاتِهِم وَاجْتِهَادَاتِهم على سُنَّةِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم، فَمَا وافقَ السُّنةَ فإنَّه يُؤْخَذُ بِه، وما خَالَفَهَا فإنَّه يُترَكُ ولا يُعمَلُ بِه، وَإِن اسْتَحْسَنَه من اسْتَحْسَنَه وَاعْتَبَرَه زيادةَ خَيْر أو عِبَادَة، وَالْحَقِيقَةُ أنَّ ما خَالَف السُّنةَ إنَّما هو شَرٌّ وليس بِخَيْر؛ لأَنَّه يُبعد عن اللهِ عز وجل.

وَقَوْلُ الله تَعَالَى: ﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا [الأحزاب: 21] في هذه دليلٌ على وُجُوبِ الْتِزَامِ السُّنةِ النَّبَوِيَّةِ وَالاِقْتِدَاءِ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، والأُسوة: هي الْقُدْوَة؛ والتأسِّي مَعْنَاه الاِقْتِدَاء، فالقدوةُ هو الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم ومن عَدَاه فَإِنَّمَا يُقتدَى به إذا وَافقَ سُنَّته صلى الله عليه وسلم، وأمَّا من خَالَفَهَا فهو ليس قدوةً، بل هو قُدْوَةٌ سيَّئة.

وقولُه تَعَالَى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمۡ وَكَانُواْ شِيَعٗا لَّسۡتَ مِنۡهُمۡ فِي شَيۡءٍۚ [الأنعام: 159].


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1718).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (44)، وأحمد رقم (17142).