×
شرح أصول الإيمان

 أَعْلاَهَا: قَوْلُ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ، وَأَدْنَاهَا: إِمَاطَةُ الأَْذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِْيْمَانِ» ([1])؛ فشُعَب الإِيمَان وخِصاله كَثِيرَةٌ.

وهذا الكتَاب يُبيِّن فيه الشَّيخ رحمه الله: ما وَرَد عن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم من خِصَال الإِيمَان وشُعَبِه.

وَأَوَّل هذه الشُعَب: مَعْرِفَة الله سبحانه وتعالى، وذلك بأنْ يَعْرِف العَبْد ربَّه بِأَسْمَائِه وَصِفَاتِه الوَارِدَةِ بِكتَاب الله تعالى وسُنَّةِ رَسُولِه صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّ الله تعرَّف إلى عِبَادِه بِأَسْمَائِه وَصِفَاتِه، وهو أَعْلَم بِنَفْسِه سبحانه وتعالى فَمَا سمَّى الله تعالى به نفسَه وَجَب الإِيمَان به، وبه يُعرف جل وعلا، فمثلاً يُعرف تعالى بِأَنَّه الله الذي لا إلَه إلاَّ هو الحيُّ، القَيُّومُ، الرَّحمنُ، الرَّحيمُ، العَزِيزُ، الحَكِيمُ، فهذه كُلهَا أَسْمَاء الله جل وعلا.

وأمَّا صِفَاتُه: فَكُلُّ اسْمٍ من أَسْمَائِه يتضمَّن صِفَةً، فالعليم يتضمَّن العِلم، وَالحَكِيم يتضمَّن الحِكْمَة، وَالرَّحِيم يتضمَّن الرَّحمة، وَالكَرِيم يتضمَّن الكَرْم، وَالعَظِيم يتضمَّن العَظَمَة، وهكذا، فَأَسْمَاء الله تعالى ليست أَسْمَاءً مجرَّدةً، وإنَّما هي أَسْمَاءٌ حُسنى وعظيمةٌ، ولهذا قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ [الأعراف:180]، فَوَصَفَهَا بِأَنَّهَا حُسنى، فَكُلُّ اسْمٍ منها يتضمَّن صفةً من صِفَاتِه جل وعلا؛ حيث قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ [الأعراف:180]؛ فَالإِنْسَان يعرف الله جل وعلا وَيَدْعُوه بِأَسْمَائِه وَصِفَاتِه سبحانه وتعالى.

وَهَذِه الأَسْمَاءُ وَالصِّفَاتُ تَوْقِيفِيَّةٌ، فلا أَحَد يُسمِّي الله إلاّ بِمَا سمَّى به سبحانه وتعالى نفسَه، أو سمَّاه به رسولُه، فلا أَحَد أَعْلَم بِاللَّه من الله جل وعلا، ولا أَحَد أعلمُ بِاَللَّه من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم؛ فَلِذَلِك لا يَجُوز وَصفُ الله


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (35).