كما أنهُ لا مانِعَ
مِن تبادُلِ المصالحِ والمنافِع معهم بالتِّجارةِ واكتسابِ الخِبْراتِ مِنهم،
واستِئْجارِهمِ للأعمالِ الّتِي لا يقومُ بها غيرُهم مِنَ المُسلمين.
كما أنه يُشْرَعُ
الإحسانُ إلى مَنْ لَمْ يُسِئْ إلى المسلمين مِنهم، كما قال تعالى: ﴿لَّا يَنۡهَىٰكُمُ ٱللَّهُ
عَنِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يُقَٰتِلُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ وَلَمۡ يُخۡرِجُوكُم مِّن
دِيَٰرِكُمۡ أَن تَبَرُّوهُمۡ وَتُقۡسِطُوٓاْ إِلَيۡهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ
ٱلۡمُقۡسِطِينَ﴾ [الممتحنة: 8]، ولا مانِعَ مِن إعطائِهم الأمانَ للدُّخُولِ في بلاد
المسلمينَ؛ لأداءِ بعض المُهِمَّاتِ التي فيها مصالِحُ للمُسلمين، وتُحْقَن بهذه
الأمورِ دِماؤُهم، وتُحْتَرم أموالُهم؛ وفاءً بالعهد، وبُعدًا عن الغدرِ والخيانة.
كما أنه لا مانِعَ
مِن مُداراة شرِّهم عن المُسلمين بإعطائِهم ما يدفعُ شَرَّهم مِن غيرِ تنازُلٍ عن
العقيدةِ أو عن شيءٍ مِن أحكام الشَّريعة، قال تعالى: ﴿لَّا يَتَّخِذِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلۡكَٰفِرِينَ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِ
ٱلۡمُؤۡمِنِينَۖ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَلَيۡسَ مِنَ ٱللَّهِ فِي شَيۡءٍ إِلَّآ
أَن تَتَّقُواْ مِنۡهُمۡ تُقَىٰةٗۗ﴾ [آل عمران: 28]، ولا يجوزُ الاعتداءُ عليهم ما دامَ لهمُ ارتباطٌ مع
المسلمين بشيءٍ مِمَّا ذُكِرَ، وأنَّ دِينَ الإسلامِ دِينُ الوفاء واحترامُ
العهود. وبالله التوفيق.
وصلَّى اللهُ وسلم على نبِيِّنا محمد.
*****
الصفحة 4 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد