×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثالث

الدِّينُ دِينٌ واحِدٌ لا تَعدُّدِيَّةَ فيهِ ولا ابْتِدَاع

الحمدُ للهِ. والصلاةُ والسلامُ على نبيِّنَا محمدٍ وعلى آله وصحْبِهِ، ومَنْ تمسَّكَ، واهتدَى بِهُدَاهُ، وبعدُ:

قال اللهُ تعالى: ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ [المائدة: 3]، وقال تعالى: ﴿وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينٗا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ وَهُوَ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ [آل عمران: 85]، وقال تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيۡكُمۡ فِي ٱلدِّينِ مِنۡ حَرَجٖۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمۡ إِبۡرَٰهِيمَۚ هُوَ سَمَّىٰكُمُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ [الحج: 78]، قال تعالى: ﴿إِنَّ هَٰذِهِۦٓ أُمَّتُكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَأَنَا۠ رَبُّكُمۡ فَٱعۡبُدُونِ [الأنبياء: 92].

فالواجبُ على جميعِ الخلقِ عَرَبًا، وعَجمًا، وجنًّا، وإنسًا اتباعُ محمد صلى الله عليه وسلم والتديُّن بدِينِ الإسلام، قال تعالى: ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡ جَمِيعًا [الأعراف: 158]، فلا يَسَع أحدٌ الخروج عن مِلَّةِ هذا النبيِّ، قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَسْمَعُ بِي يَهُودِيٌّ، وَلاَ نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ لاَ يُؤْمِنْ بِالَّذِي جِئْتُ بِهِ، إلاَّ دَخَلَ النَّارَ» ([1])، فمن قال: إِنّ اليهودَ والنَّصارَى اليوم على دين صحيحٍ، وأنّ الأديانَ الآن ثلاثةٌ كلها صحيحة. فهو كافر، وقولُه باطلٌ، قال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلۡبَٰطِلِ وَكَفَرُواْ بِٱللَّهِ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ [العنكبوت: 52]، وقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ [المائدة: 51].


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (153).