تصحيحٌ مفاهِيمُ
الحمدُ لله.
والصلاةُ والسلامُ على نبِيِّنَا محمد وعلى آله وصَحْبِه، وبعدُ:
في مقالاتٍ مضَتْ
تناولَتْ بالبيانِ بَعْضَ الشُّبُهات التي يتعَلَّقُ بها هؤلاءِ الذين غُرِّرَ بهم
من أبناءِ المسلمين فأساءُوا إلى دينِهم ومجتمعاتهم بسببها، ولا شكَّ أن
الفِتَنَ على قِسميْنِ: فِتَن شُبُهات: وتكونُ في العقيدةِ والدِّين. وفِتَن
شَهَوات: وتكون في الأفعالِ والسُّلوكِ والأخلاق.
ويُرَوِّجُ هذه
الشبهات بقسميها أعداءُ الإسلام والمسلمين، كما قال تعالى: ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا
لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا شَيَٰطِينَ ٱلۡإِنسِ وَٱلۡجِنِّ يُوحِي بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ زُخۡرُفَ ٱلۡقَوۡلِ غُرُورٗاۚ وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُۖ فَذَرۡهُمۡ وَمَا يَفۡتَرُونَ
١١٢ وَلِتَصۡغَىٰٓ إِلَيۡهِ أَفِۡٔدَةُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ
وَلِيَرۡضَوۡهُ وَلِيَقۡتَرِفُواْ مَا هُم مُّقۡتَرِفُونَ﴾ [الأنعام: 112،
113]، وقال تعالى: ﴿وَإِنَّ
ٱلشَّيَٰطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰٓ أَوۡلِيَآئِهِمۡ لِيُجَٰدِلُوكُمۡۖ وَإِنۡ
أَطَعۡتُمُوهُمۡ إِنَّكُمۡ لَمُشۡرِكُونَ﴾ [الأنعام: 121].
والمسلمُ على خطرٍ مِن هذه الشبهاتِ أن تُؤَثِّرَ عليه وتُضِلَّهُ، فهذا إبراهيمُ الخليلُ خافَ على نفسِهِ مِن فِتَن الشُّبُهات، فقال: ﴿وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِيمُ رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَٰذَا ٱلۡبَلَدَ ءَامِنٗا وَٱجۡنُبۡنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعۡبُدَ ٱلۡأَصۡنَامَ ٣٥ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضۡلَلۡنَ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلنَّاسِۖ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُۥ مِنِّيۖ وَمَنۡ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ﴾ [إبراهيم: 35، 36]، ونبيُّنا محمد صلى الله عليه وسلم يقولُ: «يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ» ([1])، والرَّاسِخُونَ في العلمِ يقولون: ﴿رَبَّنَا لَا تُزِغۡ قُلُوبَنَا
الصفحة 1 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد