×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثالث

الألفاظ والحوار

قرأتُ ما كتبَه عبدُ اللهِ باجبير في جريدة الاقتصادية العدد (4639) بتاريخ 28/ 5/1427هـ بعنوان: «معركة غازي القصيبي» ووجدتُ أنه يعني بالمعركةِ ما دار في موضوعِ عملِ المرأة. ووصفَ المعارضين له إذا كان على الوضعِ المخالفِ للشرعِ بأنهم فئرانُ صحراء وخفافيشُ ظلام وأميين.

وهذا الأسلوبُ الفَجُّ منه يتعارضُ مع الحوارِ الهادفِ واحترامِ رأي المُعارِضِ فضلاً عن أنَّه ينتهكُ حُرمةَ العلماءِ الذين أوْجبَ اللهُ توقيرَهم واحترامَهم؛ لأنَّهم ورثةُ الأنبياء. ولو فَرَضْنا أنَّ أحدًا منهم أخطأ عن اجتهادٍ فلا يجوزُ وصفُه بهذه الأوصافِ مع أنَّهم على صوابٍ فيما قالوا ومأخذُهم من الكتابِ والسُّنةِ وهدفُهم مصلحةُ المسلمين، ودَفْعُ الأضرارِ عن المرأةِ المسلمةِ التي هي هدفُ من يريدُ تغريبَها.

أعودُ وأُكرِّرُ أنه ما كان ينبغي للكاتبِ باجبير ولا لغيرِه التَّفَوُّه بهذه الألفاظِ الوَقِحةِ التي تُشَوِّهُ الحِوارَ والتَّفاهم، مع أنَّه هو المخطئُ فيما ذهبَ إليه لكن لا نسمحُ لأنفسِنا أن نُواجهَه بمثلِ ما قال، عملاً بقولِه تعالى: ﴿وَإِذَا خَاطَبَهُمُ ٱلۡجَٰهِلُونَ قَالُواْ سَلَٰمٗا [الفرقان: 63] ثم إنه في الأخيرِ أمَرَ بهم إلى الجحيم، حيث قال: «ولتذهبْ خفافيشُ الكلامِ إلى الجحيم»، كأنَّ الجحيمَ تحتَ تَصرُّفِه يُدخِلُ فيه من شاء، وهذا نوعٌ من التكفير، ونعوذُ باللهِ أن نتَفوَّهَ بمثلِ هذا الكلام..

وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنا محمدٍ وآلِه وصحْبِه.

كتبه

صالح بن فوزان الفوزان

عضو هيئة كبار العلماء

29/5/1427هـ.

     *****


الشرح