قاعدةُ سَدِّ
الذَّرائِع ومُحاولة التَّقلِيل مِن شأنِها
الحمدُ للهِ.
والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنَا محمد وعلى آله وصَحبِه، وبعدُ:
فإنَّ قاعدةَ سدِّ
الذَّرائِع قاعدةٌ معلومَةٌ في دِينِ الإسلامِ، وإنْ كانَ بعضُ الكُتَّابِ
يُقَلِّلُونَ مِن أَهمِّيَّتِها، وهي: أنَّ كُلَّ ما يُفْضِي إلى الحرام
فهو حرامٌ.
وقد ذكر الإمامُ
ابنُ القيمِ لهذه القاعدةِ شواهِدَ كثيرةً في كتابَيْهِ: إِعْلاَم
المُوَقِّعِينَ، وإِغَاثَةِ اللَّهْفان مِن مَصائِدِ الشَّيْطان؛ حيث ذكر لها
تسعةً وتسعينَ شاهِدًا من الكِتاب والسُّنّة، ومِن أشدِّ ذلك: الذَّرائِع التي
تُفْضِي إلى الشِّرْكِ والكُفْرِ، ومِن أدلَّتِها قولُه تعالى: ﴿وَلَا تَسُبُّواْ ٱلَّذِينَ
يَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ فَيَسُبُّواْ ٱللَّهَ عَدۡوَۢا بِغَيۡرِ عِلۡمٖۗ﴾ [الأنعام: 108]، وقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَقُولُواْ رَٰعِنَا وَقُولُواْ
ٱنظُرۡنَا﴾ [البقرة: 104]، فنَهَى عن قول: ﴿رَٰعِنَا﴾ لمَّا كان اليهودُ يقولون هذه الكلمةَ للرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم
ويقصِدُونَ بِها الرُّعُونَة، وأمَرَ بقولِ: ﴿ٱنظُرۡنَا﴾ [البقرة: 104] بدلاً من ﴿رَٰعِنَا﴾ [البقرة: 104] سَدًّا للذَّرِيعة.
ومِنْ ذلِكَ: نهيُ النبيِّ صلى
الله عليه وسلم عَنِ البِناء على القبورِ وعنِ الصَّلاةِ عِندها وعن تَجْصِيصها
وإنارةِ المقابرِ والكتابةِ عليها؛ لأن هذه الأعمال وسيلةٌ إلى عبادةِ المَوْتَى
والتبرُّكِ بقُبورِهم ودعائِهم دُونَ اللهِ كما هو الواقِعُ الآنَ في كثيرٍ مِنَ
البلادِ لمَّا خالفوا نهْيَ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم عن عملِ هذه الأعمالِ في
القُبور - وعَمِلُوها فيها - وقَعُوا في الشِّرْكِ الأكبرِ.
ومن ذلك: الغُلُوُّ
والتعلُّقُ فيما يُسمُّونَهُ بـ«الآثار الإسلامِيَّة»
الصفحة 1 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد