تصحيحٌ على دعوةِ
الشَّيْخ محمد بنِ عبد الوهّاب رحمه الله
الحمد لله. والصلاةُ
والسلامُ على نبِيِّنَا محمد وعلى آله وصحْبِه، وبعدُ:
فقد قرأتُ في جريدةِ
الوطنِ في يوم الثلاثاء 2/3/1423هـ في الصَّفْحَةِ السَّابِعَةِ والعشرين كلامًا
منسوبًا إلى معالي الدٌّكْتُور الفاضِل عبد الله بن يوسف الشِّبْل يقولُ فيه: «إنَّ
الظَّلامَ والسَّوادَ السائدَيْنِ في الفترةِ التي سبقَتْ دعوةَ الشَّيخِ محمد بنِ
عبدِ الوهَّاب في بلاد نجد مِمَّا هو مذكورٌ في تاريخ ابنِ غنّامٍ وتاريخ ابن بِشر
فيه مبالغةٌ في الوصف لتلك الحالة مِن أن الناسَ في جهلٍ عظيم وشركٍ ووثنية، وهذا
غيرُ صحيح، بل كان هناك علماءُ وفقهاءُ ودُعاةٌ».
وأقولُ: هذا كلام عجيبٌ
يُستغرَبُ صُدُورُه من الدكتور عبد الله الشِّبل، وهو المؤرّخ والباحث المشهور
الذي يُفْتَرَضُ أنْ لاَ يَصْدُرَ عنه إلاَّ كلامٌ ثابت مُحقَّقٌ بِالبرَاهِينِ؛
لأنَّ معْنى هذا الكلام اتِّهام ابن غنّام وابن بِشر بالكذبِ والتجنِّي على أهلِ
تلك الفترة، ومعناه التقليلُ من مجهودِ الشيخ محمد بن عبد الوهّاب، وأن رُدودَهُ
على خصومِه فيها نظَرٌ.
وأما قولُ الدكتور
عبد الله: «كان هناك علماءُ وفقهاءُ ودُعاة» يعني: في الفترة التي قبل دعوة الشيخ.
فنقول: كان هناك علماءُ وفقهاءُ لكنَّهم لم يقوموا بالواجب، بل تركوا الناسَ على
ما هُم عليه، وأمّا أنه كان هناك دعاةٌ فعلَى الدُّكْتور - وفَّقَهُ اللهُ - أن
يُسَمِّيَهُم، ويُعَيِّنَهُم لَنا،
الصفحة 1 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد