النَّهىُ عنِ
التَّشَاؤُمِ
الحمد لله والصلاةُ
والسَّلامُ على النَّبيِّ محمَّدٍ وعلى آلِه وصحبِه، وبعدُ:
فالتَّشاؤمُ هو: تَوَقُّعُ الشرِّ
منَ الأشخاصِ أوِ البِقاعِ أوِ الأَوقاتِ منْ غيرِ سببٍ ظاهرٍ، وقدْ نَهى عنه
النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم وسمَّاهُ الطِّيَرةَ وقالَ: «الطِّيَرَةُ شِرْكٌ،
الطِّيَرَةُ شِرْكٌ» ([1])، وذلكَ لأنَّها
اعْتقادُ حُصولِ الضَّررِ منْ غيرِ اللهِ سبحانه وتعالى، وهذا شِركٌ؛ لأنَّ اللهَ
هو النّافعُ الضَّارُّ فيجبُ التَّوكُّلُ عليهِ سُبحانه دُونَ غيرِهِ وسُؤَالُه
جَلْبَ الخيرِ ودَفْعَ الشَّرِّ، ولكنَّ كثيرًا منَ النَّاسِ لا يَزالُ عندَهم
شيءٌ منَ التَّطيُّرِ والتَّشاؤمِ، وهذا منْ أمورِ الجاهليَّةِ.
ومنْ ذلك ما نَسمَعهُ الآنَ منْ بعضِ النَّاسِ منَ التَّشَاؤمِ في عام 2005 الميلادي ويقولون: إنَّ هذا العامَ مشؤومٌ، حصلَ فيهِ كذا وكذا من موتِ القادَةِ أو الزَّلازِلِ أو غيرِ ذلكَ من المَكارهِ، والواجبُ تَرْكُ هذا الاعتقادَ والتَّوكُّلَ على اللهِ سبحانه وتعالى واعتقادُ أنَّ ما أصابنا إنَّما هو بسببِ ذُنوبِنا جزاءً منه سُبحانَه عليها، قالَ تَعَالى: ﴿وَمَآ أَصَٰبَكُم مِّن مُّصِيبَةٖ فَبِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِيكُمۡ وَيَعۡفُواْ عَن كَثِيرٖ﴾ [الشورى: 30]، فالواجبُ التَّوبةُ إلى اللهِ وتَرْكُ الذُّنوبِ والمَعاصِي لا إِلْقَاءَ الَّلوْمِ على زَمانٍ أو مكانٍ أو غيرِ ذلك. فالسبَبُ منْ عندِنا والعُقوبَةُ منَ اللهِ وبقَضائِه وقَدَرِه، لا رَادَّ لِقَضائِه ولاَ مُعَقِّبَ لحُكْمِه، وإنَّما يَصْدُرُ مثْلُ هذا القولِ - وهو نِسبةُ الشَّرِّ إلى العامِ أو غيرِه - بسببِ الجَهْلِ بعقيدَةِ التَّوحيدِ ومَعْرَفةِ ما يُضادُّها أو يُنقِصُها منْ أَنْواعِ الشِّرْكِ، وهذا ممَّا يُؤَكِّدُ وُجوبَ تَعليمِ العقيدةِ الصَّحيحَةِ
الصفحة 1 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد