نصيحةٌ للشَّباب
الحمدُ لله.
والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنا محمد وآله وصحْبِه ومَنْ وَالاه، وبعدُ:
فإنَّهُ لمَّا حدثتِ
التَّفجيراتُ في الرِّياض وغيرها، وقد قامَ بها ثُلَّةٌ مِن شبابِ المُسلمين
استغربَ الناسُ هذا الحدثَ، واختلَفُوا في تعليلاتِه وأسبابه، وكلٌّ أدْلَى برأيٍ،
والذي أراه سَببًا وحيدًا لذلك هو تربيةُ الشَّبابِ مُنذُ صِغَرهم على مناهِجَ
دعوِيَّةٍ وافدَةٍ تُخالِفُ المنهجَ السَّلِيم الذي كانت تسيرُ عليه البلادُ،
ويتَلقَّوْنَ أفكارًا من خلالٍ تلك المناهج أدَّتْ بالكثيرِ مِنهم إلى ما لا
تُحْمَدُ عُقْباه.
لقد كانَ صَدْرُ هذه
الأُمّة مِن الصَّحابَةِ والتَّابِعِين والقُرون المُفَضَّلَةِ يَسِيرونَ على
مَنهَجِ الكتابِ والسُّنَّةِ الذي ترَكَهُم عليه رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم
وأوْصَاهم بالتَّمسُّكِ به، فقالَ: «إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ
تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي، كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّتِي» ([1])، وقال: «فَإِنَّهُ
مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي
وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي، تَمَسَّكُوا
بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ
الأُْمُورِ؛ فَإنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ»([2]).
والله تعالى قد أوصانا باتِّباع السَّابِقين الأوَّلِين مِن المهاجرين والأنصار والذين اتَّبَعُوهم بإحسانٍ، فقال سبحانه وتعالى: ﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ وَأَعَدَّ
([1])أخرجه: الحاكم رقم (319)، والبيهقي رقم (4606).
الصفحة 1 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد