مناهِجُنا
تتَضَمَّنُ ما يُرضِي اللهَ وحْدَه
الحمدُ للهِ، وبعدُ:
فقدْ كَثُرَ اللفظُ في الصُحُفِ وغيرِها حوْلَ مناهجِ المملكةِ العربيَّةِ السُّعوديَّةِ
الَّتي وُضِعَتْ على وَفْقِ الكتابِ والسُّنَةِ في العقيدةِ والأحكامِ
والمُعاملاتِ والآدابِ والأخلاقِ، منْ تدريسِ التَّوحيدِ والتَّفسيرِ والحديثِ
والْفِقْهِ والُّلغةِ العربيَّةِ والآدابِ العربيَّةِ بما في ذلكَ الأمْرُ
بالتَّوحيدِ وبيانِه، والنَّهيُ عن الشرْكِ وبيانِه، والأمْرُ بلزومِ السُّنَّةِ
والنَّهيُ عنِ البدعِ والمُحدثاتِ، والنَّهيُ عن الرِّبا والرِّشْوَةِ والقِمارِ
والاستيلاءِ على أموالِ النَّاسِ بغيرِ حقٍّ، ورَدْعِ المُتَعدِّينَ على الدِّينِ
وعلى النَّاسِ بإقامةِ الحدودِ والتَّعزيراتِ الرَّادعَةِ، والنَّهيُ عن الظُّلْمِ
والبَغْيِ والعُدوانِ، ومَحبَّةُ أولياءِ اللهِ من الملائكةِ والأنبياءِ
والمرسلينَ والصَّالحينَ من عبادِ اللهِ، ومُعاداةُ أعداءِ اللهِ منَ الكفَّارِ
والمنافقينَ، والنَّصيحةُ للهِ ولكتابِه ولرسولِه ولأئمَّةِ المسلمينَ وعامَّتِهم،
واحترامُ العهودِ والمَواثيقِ، وتحريمُ قتْلِ النُّفوسِ الَّتي حَرَّمَ اللهُ
قَتْلَها بغيرِ حقٍّ من أَنفُسِ المسلمينَ والمُعاهَدينَ من الكفَّارِ، وتحريمُ
أموالِ المسلمينَ والمعاهَدين وأعراضِهم، والجهادُ في سبيلِ الله بالأنفسِ
والأموالِ وبالقَلَمِ والِّلسانِ من جهادِ الكفَّار والمنافقين، والحثُّ على
لُزومِ جماعةِ المسلمينَ والنَّهيُ عنِ الفُرقَةِ والاختلافِ.
هذه مَهمَّاتُ
مضامينَ مَنَاهِجِنا الدراسيَّةِ، فماذا يَنقِمُ منها هؤلاءِ الَّذين أَخَذوا
يكتُبُون ويتكَلَّمونَ مُطالبينَ بتَغْيِيرِها؟ هل تُغيَّرُ منَ الخَيرِ إلى
الشَّرِّ؟ أو تُغَيَّرُ لأجْلِ إرْضاءِ أعدائِنا منَ الكفَّارِ والمنافقينَ
والَّذينَ في قُلوبِهم مَرَضٌ؟ إنَّ هؤلاءِ لا يرضُونَ عنا إلاَّ بأنْ نتركَ
دِينَنا ونَتَّبِعَ دِينَهم، قال تعالى: ﴿وَلَن تَرۡضَىٰ عَنكَ ٱلۡيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ
مِلَّتَهُمۡۗ﴾ [البقرة: 120].
الصفحة 1 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد