ماذا يُرادُ
بإصْلاَحِ الخِطاب الدِّينيّ؟
الحمدُ للهِ ربِّ
العالمينَ. والصَّلاةُ والسَّلامُ على نَبِيّه الأمِين؛ نبيِّنا محمدٍ وآله
وأصحابه أجمعين ومَن تَبِعَهم بإحسانٍ، واقْتَفَى أثرَهُم إلى يومِ الدِّينِ،
وبعدُ:
تدورُ في هذه
الأيامِ عباراتٌ نسمَعُها، ونقْرَؤُها في وسائلِ الإعلام حول إصْلاحِ الخطاب
الدِّينِيّ، ولا ندْرِي ماذا يُقْصَدُ بِها، هل يُقْصَدُ بها تغييرُ نُصوصِ
الكتابِ والسُّنَّة التي تأمرُنا بجهادِ الكُفَّارِ والمُنَافِقِينَ وبُغْضِهِمْ
ومُعاداتُهم إذا لم يَقْبَلُوا هُدَى الله الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم،
وتأمرُنا بالقيامِ بالدعوةِ إلى اللهِ والدُّخُول في دِينِه وتَرْك الكُفْر
والشِّرْك والبِدَع، وتأمُرُنا بالتقيُّدِ بالأمر بالمعروفِ والنَّهيِ عَنِ
المُنْكَرِ؟.
هل معنى إصلاح الخطاب الدِّيني: أن نتْرُكَ هذه المُهِمَّات العظيمة تحت شعار: حرية الرأي وعدم كُرْه الآخَر والرأي الآخَر وحرِّيَّة العقيدة كما يقولون، وكما قاله مِن قبلِهم للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: ﴿ٱئۡتِ بِقُرۡءَانٍ غَيۡرِ هَٰذَآ أَوۡ بَدِّلۡهُۚ﴾ [يونس: 15]، وقال تعالى: ﴿وَإِن كَادُواْ لَيَفۡتِنُونَكَ عَنِ ٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ لِتَفۡتَرِيَ عَلَيۡنَا غَيۡرَهُۥۖ وَإِذٗا لَّٱتَّخَذُوكَ خَلِيلٗا﴾ [الإسراء: 73]، قال تعالى: ﴿كَذَٰلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِم مِّثۡلَ قَوۡلِهِمۡۘ تَشَٰبَهَتۡ قُلُوبُهُمۡۗ﴾ [البقرة: 118]، ولو كانت هذه المقالة تصدر من اليهود والنصارى وحدهم لم نستغربها منهم؛ لأنَّهم حرَّفوا كِتابَهم، وبدَّلوا، وغيَّروا فيه، ولكن الغريبَ والعجيبَ أن تَصْدُرَ هذه المقالةُ مِن بعضِ كُتَّابِنا، وتُنْشَرَ في بعضِ صُحُفِنا، وقد تُعْقَد لها نَدَوات ومُؤْتَمرات تأثُّرًا بمقالةِ الكُفَّار وتنفيذًا لها.
الصفحة 1 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد