الرَّدُّ يكونُ
بالأدلةِ الشرعية
لا بالعاطفةِ
وتكرارِ الأخطاء
الحمدُ للهِ ربِّ
العالمين، والصلاةُ والسلامُ من اللهِ على نبيِّه الأمين، نبيِّنا محمدٍ وعلى آلِه
وأصحابِه والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين، وبعد:
فقد اطلعْتُ في
جريدةِ الوطنِ الكُويتية عدد (10850) الصادر يوم الخميس 15 ربيع الأول 1427هـ على
ردٍّ للأستاذِ الدكتور محمدٍ بنِ عبدِ الغفارِ الشَّريف على الأجوبةِ الصادرةِ مني
على أسئلةٍ وردَتْ عن شُبُهاتٍ يَستدِلُّ بها من يُقيمون الاحتفالَ البِدَعي
بمناسبةِ مولدِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وقد جاء في هذا الردِّ عدةُ مُؤاخذاتٍ
لا يسَعُني إلاَّ بيانها من بابِ النصيحةِ لا من بابِ الانتصارِ للنفس؛ لأنَّني
كنتُ أوَدُّ أن أجدَ في ردِّه فائدةً أنتبهُ بها على خطأٍ حصَل مني، لكني مع
الأسفِ لم أجدْ في ذلك الرَّدِّ إلاَّ ترديدًا لما يقالُ في تبريرِ إقامةِ هذه
البدعةِ كلَّ سَنة، فمما جاء في ردِّه:
1- اعتراضُه على ما
أجبْتُ به عن ذكرِ ما يحصُلُ لأبي لهبٍ من مَصِّ أُنمُلتِه في النار في مقابلِ
إعتاقِه لمملوكتِه ثُوَيبة لمَّا بَشَّرته بولادةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
من أن ما وردَ في القصةِ ليس فيه أنَّه يُخفَّفُ عنه العذاب، إنَّما هو مكافأةٌ له
على عتقِ ثويبةَ واللهُ سبحانه لا يظلمُ أحدًا بإضاعةِ شيءٍ من حَسناتِه. ونظرت
بالآية ﴿لَّا
يَنۡهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يُقَٰتِلُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ وَلَمۡ
يُخۡرِجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمۡ أَن تَبَرُّوهُمۡ﴾ [الممتحنة: 8] وهذه
حسنةٌ من أبي لهبٍ جُوزِيَ عليها لكنَّها لم تُخلِّصُه من العذابِ الأليم.
وأقولُ للأستاذ: قياسُكم لإقامةِ
المولدِ على ما يحصُلُ لأبي لهبٍ في مقابِلِ حَسَنتِه في حقِّ الرسولِ صلى الله
عليه وسلم قياسٌ مع الفَارق؛ لأنَّ عملَ أبي لهبٍ
الصفحة 1 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد