الحوارُ يُرادُ منه
بيانُ الأحكامِ
الشرعيةِ وترْسِيخُها
الحمدُ للهِ ربِّ
العالمين، وصلى اللهُ، وسلَّمَ، على نبِيِّنَا محمد وعلى آلِه وأصحابهِ أجمعين، وبعدُ:
لا شكّ أن الحوارَ
بين المُختلِفينَ في أمْرِ مِنَ الأمورِ يُرادُ به بَيانُ الصّوابِ وتجَنُّب
الخطأ، ومِن هناك شرعَ اللهُ سبحانه المُجادَلَةَ بالَّتِي هيَ أحسنُ، وشرعَ
الشُّورَى، وشرعَ المناظرةَ والمباهلةَ، قال تعالى: ﴿وَجَٰدِلۡهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُۚ﴾ [النحل: 125]، وقال
تعالى: ﴿وَشَاوِرۡهُمۡ
فِي ٱلۡأَمۡرِۖ﴾ [آل عمران: 159]، وقال تعالى: ﴿وَأَمۡرُهُمۡ شُورَىٰ بَيۡنَهُمۡ﴾ [الشورى: 38]، وقال
تعالى: ﴿قُلۡ
يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ كَلِمَةٖ سَوَآءِۢ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمۡ أَلَّا نَعۡبُدَ إِلَّا ٱللَّهَ
وَلَا نُشۡرِكَ بِهِۦ شَيۡٔٗا وَلَا يَتَّخِذَ بَعۡضُنَا بَعۡضًا أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِۚ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقُولُواْ ٱشۡهَدُواْ
بِأَنَّا مُسۡلِمُونَ﴾ [آل عمران: 64]، وقال تعالى: ﴿فَمَنۡ حَآجَّكَ فِيهِ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِ
فَقُلۡ تَعَالَوۡاْ نَدۡعُ أَبۡنَآءَنَا وَأَبۡنَآءَكُمۡ وَنِسَآءَنَا
وَنِسَآءَكُمۡ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمۡ ثُمَّ نَبۡتَهِلۡ فَنَجۡعَل لَّعۡنَتَ
ٱللَّهِ عَلَى ٱلۡكَٰذِبِينَ﴾ [آل عمران: 61]، إذا فالمقصودُ مِن الحوارِ والمُناظرة
والشُّورَى والمباهلةِ: استبيانُ الحقّ ومعرفة الحقّ ومعرفة الخطأ وإقامة الحُجّة
على المُخالِف.
وهذه البلادُ
السُّعُودِيَّة - وللهِ الحمدُ - قامت دولتُها على الكتابِ والسُّنَّة وتحكيمِ
الشَّرِيعة والتمسُّك بالعقيدة الصحيحة، وضمَّنَتْ هذه المقاصدَ العظيمة في مناهجِ
تعليمِها وسياستها الدَّاخلِيَّة والخارجيَّةِ، والتزمت بإقامتها، فمن كانُوا
يتوقَّعُونَ مِن الحِوارات أن تُغيِّرَ هذه الثوابتَ فإنهم واهمونَ، ويَظْهَرُ هذا
التوقُّعُ، وهذا التوهُّمُ مِن تعليقاتِهم
الصفحة 1 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد