المراكِزُ
الصَّيْفِيَّة وما قِيلَ عنها
الحمدُ لله.
والصَّلاة والسلامُ على نبِيِّنا محمد وعلى آلِه وأصحابه ومَن والاهُ، وبعدُ:
كَثُرَ الكلامُ عن
المراكزِ الصَّيْفِيَّة بينَ مَن يمْدَحُها ومن يَذُمُّها، وأرَى أنَّ المراكِزَ في
حَدِّ ذاتِها لابُدَّ منها في العُطْلَةِ الصَّيْفِيَّةِ لملْءِ الفراغ في حياةِ
الشَّبابِ، وإذا خلَتْ مِنَ السَّلْبِيَّاتِ وشُغِلَتْ بالمُفيد فهي خيرٌ إلى
خيرٍ، ولكن أرَى أن تُقامَ قريبًا مِن المساجدِ الكبار؛ ليكونَ للمسجدِ نصيبٌ مِن
برامِجها العِلمِيَّةِ، وذلك للأمورِ الآتية:
أولاً: ربْط الشَّباب
بالمساجد؛ حتى يألفوها، وتتعلَّقَ قلوبُهم بها؛ فقد ذكَرَ النبيُّ صلى الله عليه
وسلم أنَّ مِنَ العَشَرةِ الذين يُظِلُّهُمُ اللهُ في ظِلِّهِ يوْمَ لا ظِلَّ
إلاَّ ظِلُّهُ رجلاً قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بالمساجدِ، وإذا أبْعَدْنا الشَّبابَ عن
المساجدِ نفَرُوا منها، ولم يألفوها؛ لأنَّ الشيءَ بالاعتيادِ.
ثانيًا: لِتَعْمُرَ
المساجدُ بالذِّكْرِ، ويحْصُلَ مُرتادوها على ما وعَدَ به النبيُّ صلى الله عليه
وسلم في قوله: «وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ
يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إلاَّ نَزَلَتْ
عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ
عِنْدَهُ» ([1])، ولا تُحْرَمُ
المساجدُ مِن مُدارسَةِ العِلم، وذِكْرِ الله، وتبْقَى مُغْلَقةً مَحْرُومة مِنَ
الذِّكر.
ثالثًا: ليستفيدَ الناسُ على اختلافِ طبقاتِهم وأسنانِهم مِمَّا يُلْقَى في المساجدِ مِن الدُّرُوسِ والمحاضراتِ والنَّدَوات، ولا يكونُ ذلك محصورًا على مَن يرتاد المُخَيَّمات فقط، فإنَّ أكثرَ الناسِ لا يذهبون إلى
الصفحة 1 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد