عملُ المرأةِ وعملُ
الرجل
خلقَ اللهُ الرجلَ
والمرأة، وأعطى كلًّا منهما استعدادَه الخَلْقي ليقومَ بعملِه اللائقِ به؛ لأنَّ
المجتمعَ الإنساني بحاجةٍ إلى عملِ الجِنسين كلٍّ في مجالِه، فالرجلُ يعملُ خارجَ
البيت، والمرأةُ تعملُ داخلَ البيت، فالرجلُ له عملٌ موقعُه خارجَ البيتِ، وعملُ
المرأةِ موقعُه داخلَ البيت، فإذا أدَّى كلٌّ منهما عملَه في موقعِه تكاملَتْ
مصلحةُ المجتمع، وإذا غيَّرنا جنسَ العملِ أو مكانَه فولَّيْنا المرأةَ عملَ
الرجلِ وأخرجناها من بيتِها، وولَّيْنا الرجلَ عمل المرأة، وحصرناه في البيتِ
اختلَّتْ مصلحةُ المجتمع، أمَّا إذا عمِلتِ المرأةُ داخلَ البيت، فإننا قد حصَلْنا
على فائدةِ عملِها على الوجهِ المطلوب، وحصَلنا على صيانتِها خُلُقيًا وخَلقيًا،
وإذا عملَ الرجلُ خارجَ البيت، فإنَّنا قد حصَلنا على فائدةِ عملِه على الوجهِ
المطلوبِ واستفَدْنا من قوتِه وجَلَدِه.
يتجَلَّى هذا في
قصةِ موسى عليه السلام حينما وجدَ المرأتين قد عَجَزتا عن سَقْي غَنَمِهما مع
الرجال، وانتظرتا حتى يفرَغَ الرجالُ من السَّقْي؛ ليخْلُوَ لهما المكانُ رغمَ ما
يُقَاسيان من ذَوْدِ الغنمِ التي تريدُ الماءَ لدفعِ العطشِ الشديدِ الذي أصابها،
فجاء موسى عليه السلام بقوةِ الرجالِ وشهامةِ الرجالِ فسَقى لهما مزاحمًا الرجالَ
برجولتِه.
فالذين يقولون الآن: إنَّ المرأةَ
معطلةٌ من العمل؛ لأنَّها لا تعملُ خارجَ البيت.
الصفحة 1 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد